Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 22-22)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَحَمَلَتْهُ } فى وقت النفخ { فَانْتَبَذَتْ } اعتزلت خوفا من الناس وحياء من أن يعيَِّرها أهلها وغيرهم بولادتها ولم تتزوج . { بِهِ } وهو فى بطنها والباء للمصاحبة متعلقة بمحذوف حال من ضمير انتبذت { مَكاناً قَصِيّاً } بعيدا من الناس وأهلها وهو وراء الجبل . وعن ابن عباس أقصى الوادى وهو وادى بيت لحم . وقيل أقصى الدار . ومدة بقائه فى بطنها ستة أشهر . وقال الحسن والضحاك وعطاء وأبو العالية سبعة أشهر . وقيل ثمانية . ولم يعش لثمانية غيره . وقيل تسعة كسائر الناس . وقيل حملته فى ساعة ، وصور فى ساعة . ووضع فى ساعة حين زالت الشمس من يومها . وقيل ذلك كله فى ساعة . وهو قول ابن عباس . وما من مولود إلا يستهل غيره . وحاضت حيضتين قبل حمله وحملته وهى بنت ثلاث عشرة سنة . وقيل بنت عشر . وقيل ست عشرة . قيل كان ابن عم لها اسمه يوسف لما قيل حملت بالزنا خاف عليها قتل الملك فهرب بها . فلما كان ببعض الطريق حدثته نفسه أن يقتلها فأتاه جبريل فقال إنه من روح القدس فلا تقتلها فتركها . وعن وهب أن يوسف هذا أول من علم ببطنها وكان هو وهى يخدمان المسجد ولا يعلم فى زمانهما أشد عبادة منهما . وتحيَّر كلما أراد أن يتهمها ذكر عبادتها وعفتها وأنها لم تغب عنه . فقال لها وقع فى نفسى من أمرك شئ وقد حرصت على كتمانه فغلبنى أن أتكلم به فقالت قل قولا جميلا . فقال أخبرينى يا مريم هل ينبت زرع بغير بذر ؟ وهل ينبت شجر من غير غيث ؟ وهل يكون ولد من غير ذكر ؟ قالت نعم ألم تعلم أن الله أنبت الزرع يوم خلقه من غير بذر ؟ ألم تعلم أن الله أنبت الشجر من غير غيث . أو تقول إن الله لم يقدر أن ينبت الشجرة حتى استعان بالماء . ولولا ذلك لم يقدر على إنباتها . قال يوسف لا أقول هذا ولكن أقول إن الله يقدر على كل شئ يقول له كن فيكون . قالت له مريم ألم تعلم أن الله خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى ، وخلق زوجته منه . فزال ما فى نفسه من التهمة وكان ينوب عنها فى خدمة المسجد لضعفها بالحمل . فلما دنت ولادتها أوحى الله إليها انتبذى مكانا قصيًّا .