Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 62-62)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا } أى فى الجنة { لَغْواً } أى كذبا ، أو باطلا ، أو معصية . أقوال ليست فى معنى واحد ، كما قيل فإن الكذب بعض المعاصى ، والباطل ما لا نفع فيه معصية أو غير معصية . وقيل اللغو الحلف . كانوا فى الدنيا إذا شربوا الخمر حلفوا . والصحيح أنه ما لا نفع فيه . وفيه تنبيه ظاهر على وجوب تجنب اللغو واتقائه ، حيث نزه الله عنه الدار التى لا تكليف فيها . أعاذنا الله منه ومن الجهل . { إلاّ سَلاَماً } استثناء متصل تأكيداً للمدح بما يشبه الذم أى إن كان السلام من اللغو فلا يسمعون فيها من اللغو سواه كقول الشاعر @ ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فُلولٌ مِن قِراع الكتائب @@ أو المعنى أن السلام فيها لغو لأنه الدعاء بالسلامة وأهلها سالمون لولا أن فائدته الإكرام . أو الاستثناء منقطع لكن يسمعون قولا يسلمون فيه من العيب والنقيصة ، أو لكن يسمعون تسليم الملائكة عليهم ، وتسليم بعضهم على بعض . وقيل تسليمَ الله عليهم . { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } أى على قدر البُكرة العَشِىّ فى الدنيا لأنه لا ليل ولا نهار فى الجنة فضلا عن وجود بكرة وعشية ، بل هى أبداً نور وضياء لكن ذلك على قدر التنعم والتوسط بين الزهد والرغبة . والمتنعم عند العرب من وجد غداء وعشاء فإن من الناس من يأكل الوجبة فى الدنيا ، وهى الأكلة فى اليوم ، والأخرى فى الليل . وقيل الأكل من ساعة إلى مثلها غداً . ومنهم من يأكل متى وجد ، وهى عادة المنهومين ، ومنهم من يتغدى ويتعشى ، وهى العادة المحمودة المتوسطة . وقيل إنهم يعرفون وقت النهار برفع الحجب ، ووقتَ الليل بإرخائها . ويحتمل أن المراد كثرة الرزق ورفاهته ودوامه كما تقول أنا عبد فلان صباحاً ومساء ، تريد الدوام على العبودية لا خصوص الوقتين .