Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 87-87)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَ يَمْلِكُونَ } الضمير للعباد ودل عليه ذكر المتقين والمؤمنين . { الشَّفَاعَةَ إلاّ مَنِ اتّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً } شهادة أن لا إله إلا الله ، والعمل الصالح . ومن بدل ، أو منصوب المحل على الاستثناء . وأجاز الزمخشرى كون واو يملكون علامة للجمع . ومن فاعل ، وهى جمع فى المعنى . قلت وهو ضعيف لأنه بمنزلة قرن الفعل فى التفريغ بالتاء مثل ما قامت هند . ويجوز كون المعنى إلا من أخذ من الله إذنا فيها كقوله { لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن } كقولك عهد الأمير إلىَّ بكذا إذا أمرنى به . ويجوز كون مَن مفعولا به على حذف مضاف ، أى إلا شفاعة من اتخذ . وقيل الضمير للمجرمين ، أى لا يملكون أن يشفع أحد فيهم إلا من اتخذ عند الله عهدا منهم بالإسلام . والاستثناء متصل لا منقطع كما قيل . وقيل الواو للمتقين . وقيل الضمير للناس ومَن عائد للنبى صلى الله عليه وسلم ، أى إلا النبى محمدا الذى اتخذ عهد ذلك . فالشفاعة هى الشفاعة العامة لأهل الموقف من طول الوقوف . وقيل العهد لا إله إلا الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . وروى أنه ينادَى يوم القيامة من كان له عندى عهد فليقم . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ذات يوم " أيعجز أحدكم أن يتخذ كل صباح ومساء عند الله عهدا ؟ قالوا وكيف ذلك ؟ قال يقول كل صباح ومساء اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة إنى أعهد إليك بأنى أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأن محمدا عبدك ورسولك ، وأنك إن تكلنى إلى نفسى تقربنى إلى الشر ، وتباعدنى عن الخير ، وإنى لا أثق إلا فى رحمتك فاجعل لى عهدا توفِينيه يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد . فإذا قال ذلك طبُع عليه بطابع ، ووضع تحت العرش . فإذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الذين لهم عند الرحمن عهد فيدخلون الجنة " .