Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 94-94)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ } لهم يا محمد . { إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ } وهى الجنة . { عِنْدَ اللهِ } أى فى قضاء الله وحكمه أو التى هى غائبة عنا موجودة عند الله ، أو ستوجد . { خَالِصَةً } لم يشارككم أحد فيها ، ولكم خبر كان ، وخالصة حال من الضمير المستتر فى لكم أو من الدار ، أو خبر كان ، ولكم متعلق بكان أو بخالصة ، وعند متعلق بأحدهما أو بلكم إن جعل لكم خبراً وصح التعليق لنيابته عن فعل الاستقرار . { مِنْ دُونِ النَّاسِ } المراد بالناس جميع الناس الذين فى زمان اليهودية إلى قيام الساعة ، قال لاستغراق مخصوص ، ويدل على هذا العموم قولهم { لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً } أى لن يدخلها بعد زمان اليهودية إلا من كان هوداً ، كما قالت النصارى لن يدخلها بعد زمان النصرانية إلا من كان نصارى ، ويحتمل أن يراد النبى ومن تبعه من المسلمين ، أى من دون محمد ومن تبعه ، فأل للعهد الذى فى أزمانهم . { فَتَمَنَّوُا المَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } فى قولكم إن الدار الآخرة لكم خاصة ، لأن أصحاب الجنة لا يدخلونها إلا بعد أن يموتوا ، ومن أيقن أنه من أهل الجنة أحب وصولها بالموت للتلذيذ العظيم ، وليستريح من أكدار الدنيا ، كما قال عمار بن ياسر رحمه الله متمنياً حين احتضر فى قتال صفين فى جانب المسلمين الذين يقاتلون عليا الآن ألقى الأحبة محمداً وحزبه . وقال حذيفة بن اليمانى رحمه الله حين احتضر مرحباً بزائر على فاقة ، لا فرج من ندم . وفى رواية جاء حبيب على فاقة لا أفلح من ندم . وأراد بالزائر والحبيب الموت أو ملك الموت ولقاء الله ، وأراد بالفاقة الاحتياج إلى الموت ، وملكه ولقاء الله ، ومعنى لا فرج أو لا أفلح من ندم ، الدعاء فى الشر على من جاءه الموت فندم لظهور غضب الله عليه وعذابه له ، وقال غيره كالقاضى والزمخشرى لا أفلح من ندم على تمنى الموت ، حين جاءه ، فإذا تمنى الموت من يرجوها أو يتيقنها فكيف لا يتمناها من علم أنها له ولقومه خاصة ، كما يزعم اليهود قبحهم الله أنها لهم خاصة ، وأنهم أبناء الله وأحباؤه ، وروى أن علياً كان يطوف بين الصفين فى غلالته ، فقال له ابنه الحسن ما هذا بزى المحاربين . فقال با بنى لا يبالى أبوك ، على الموت سقط أم عليه سقط الموت ، وأراد بالوجهين الموت ، شبه الأمر بمن وقع على حديد قاطع ، أو وقع عليه حديد قاطع ، وإنما قال هذا اختباراً بأنه لا يجبن عن الموت كما يفتخر سائر الشجعان بذلك ، لا ليقينه أنه من أهل الجنة لعدم صحة تبشيره ، ولو أثبته المخالفون ، بل قتل بأمره من لا يرى قاتلهم الجنة ، وقال ليتنى أدخلها ولو حبواً ، وهناك رواية ضعيفة أنه تاب . وجواب أن الثانية محذوف دل عليه جواب الأولى ، فجواب الأولى من معنى تمنى الموت ، وجواب الثانية كذلك ، مع زيادة كون الأولى قيداً فيها ، ثم أخبر الله جل وعلا أنهم غير صادقين فقال