Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 123-123)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ } الله { اهْبِطَا } يا آدم وحواء { مِنْهَا } من الجنة { جَمِيعًا } حال { بَعْضُكُمْ } مبتدأ { لِبَعْضٍ } حال من عدو ، أو لامة للتقوية راجعة لعدو ، بعضكم معادٍ لبعض . { عَدُوٌّ } خبر ، والجملة حال ثانية مقدرة ، أو حال من ضمير جميعا مقدرة وإنما خاطبهما بصيغة خطاب الجماعة لأنهما أصل الذرية ، بل كأنه قيل اهبطا بما اشتملتما عليه من ذريتكما . ويدل لذلك لفظ العداوة فإنها واقعة بين أولاهما لا بينهما اللهم إلا الأمر اليسير مما لا بد أن يقع بين المتعاشرين ، أو الخطاب بصيغة الجمع لها ولإبليس ، أى اهبطا منها كما قد هبط إبليس وأنتما ، وهو متعادون ، أو الأصل اهبطا أنتما وإبليس بناء على أنهم هبطوا معا وهو ضعيف فإنه - لعنه الله - بعد الإباء لم يدخلها ، أو معنى قوله قال اهبطا أنتما وإبليس ، أمرهم بالهبوط ، فيشمل ما لو هبطا فى زمان وهبط فى آخر ، أو ضمير الاثنين لآدم وإبليس ، وأما حواء فهبوطها تابع لهبوط آدم ، وضمير الجمع للثلاثة ، أو لآدم وإبليس باعتبار أنهما أصلان لذريتهما ، والعداوة بين آدم وحواء وذريتهما ، وبين إبليس وذريته ، وفيما بين ذرية آدم ، وفيما بين ذرية إبليس ، بأمر الدين وبأمر الدنيا . ويدل على أن الخطاب لآدم وحواء قوله { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّى هُدًى } الخ كذا قيل وفيه بحث بأن الهدى يأتى أولادَهما وأولاد إبليس والاتّباع والإعراض يكونان من الكل . والأصل فإنْ يأتكم ، زيدت ما ، وأبدلت نون إن الشرطية ميما ، وأدغمت فى ميم ما ، وأكد الفعل بالنون ، فثبتت الياء لبناء الفعل حينئذ . والهدى الكتاب والرسول . { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاىَ } وقرأ أبو عاصم الجحدرى وابن إسحاق وعيسى بن عمر هُدَىً بقلب الألف باء وإدغامها فى الياء ، وهو لغة هذيل . وحكاها عيسى ابن عمر عن قريش ، وحكاها الواحدى فى البسيط عن طيِّئ . ورويت عن النبى صلى الله عليه وسلم قاله الشيخ خالد عن الشاطبى . { فَلاَ يَضِلُّ } فى الدنيا عن الدين . { وَلاَ يَشْقَى } فى الآخرة . وقيل الخطاب فى يأتينكم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة . والهدى القرآن . قال ابن عباس مَن قرأ القرآن واتّبع ما فيه هداه الله من الضلالة . ووقاه يوم القيامة سوء الحساب لقوله تعالى { فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى } فيحتمل استدلاله بالآية هذا القول الأخير ويحتمل الأول ، واستدل بها على ذلك لعمومها .