Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 63-63)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ } الخ زوَّروا هذا الكلام خوفا من غلبتهما فيتبعهما الناس وتشاوروا فميا يغلبون به موسى ، والإشارة لموسى وهارون ، وهذه قراءة نافع وابن عامر وحمزة و الكسائى . وقد أطال ابن هشام فى إعرابها فى شرح الشذور ، وأطلت فى حاشيته وإعرابها أيضاً فى المعنى وغيره . وروى عن عائشة أن ذلك وقوله والصابئون بعد إن ، وقوله والمقيمين الصلاة قبل قوله والمؤتون خطأ من الكاتبين . وعن عثمان أن ذلك لحن مكتوب لتستصلحه العرب بأَلسنتها . قال السيوطى كيف يظن بالصحابة وهم الفصحاء أن يلحنوا فى الكلام ، ولا سيما القرآن الذى تلقوه عن النبى صلى الله عليه وسلم ، وأمروا بالصون له ؟ وكيف يجتمعون على الخطأ ثم كيف لا يرجعون عنه ؟ وكيف يكلونه إلى إصلاح العرب باللسان ويتركونه مكتوباً ؟ وما روى عامًّا أن فى الكتاب لحناً ستقيمة العرب محمول على نحو الحذف كالكتاب والصابرين ، بإسقاط الألف فى الخط وعلى نحو الزيادة مثل ولا أوضعوا ولا أذبحنه . وكيف يتركون الخطأ فى الكتاب لمن يقيمه مع أن غيرهم إنما يقتدى بهم . وروى أن عثمان لما عرضت عليه المصاحف بعد الفراغ منها قال أرى شيئاً سنقيمه ، ومراده ما كتب بغير لغة قريش كما كتبوا التابوت التابوه وقد أقامه بلغتهم فلم يبق شئ . وروى عن ابن جبير عن عثمان أن فيه لحنا سيقام . ومراده باللحن اللغة والقراءة للكاتب . ومعنى قول عائشة خطأ من الكاتبين أنهم عدلوا عما هو أولى . وعن النخعى إن هذان لساحران بالألف مكان الياء والصابئون بالواو مكان الياء والمقيمين بالياء مكان الواو . قال ابن أشته مراد به يقرأ هذان بالياء ولو كتب بألف . وهكذا كما كتب الصلاة بالواو ويقرأ بألف . ورد بأن الكاتب هذان بألف مثلا يقرؤه بالألف وقد تبين أنه لا لحن . وإن قلت فما الإعراب ؟ قلت هاذان اسم إن على لغة قصر المثنى . وقيل الألف ألف المفرد وياء النصب محذوفة أو اسم إن ضمير الشأْن وهذان مبتدأ واللام زائدة أو للابتداء داحلة على مبتدأ محذوف أى لهما ساحران . ويرده أن المؤكد باللام لا يليق به الحذف . وقيل ها اسم إن . ورُدَّ بحذف ألفها واتصالها بالذال وانفصال إن ، أو الألف بدل من الياء لمناسبة يريدان كما نُوِّن سلاسلا لمناسبة أغلالا . وقيل إن بمعنى نعم ، وهذان مبتدأ واللام زائدة فى غيره ، وقد بحثت فى تلك الوجوه فى الحواشى النحوية . وقرأ أبو عمرو إن هذين لساحران بالياء على الجهة الظاهرة المكشوفة . وقرأ ابن كثير وحفص إن هذان لساحران بسكون النون ، على أن إن مخففة واللام للفرق بين النفى والإثبات ، أو إن النافية واللام بمعنى إلا . وقرأ أبىّ إنْ ذان إلا ساحران بالإسكان . وقرأ ابن مسعود - رضى الله عنه - وأسروا النجوى أنّ هذان ساحران بفتح الهمزة والتشديد على الإبدال من النجوى . وعن ابن كثير إن هذان لساحران بالإسكان وتشديد نون هذان ومد ألفه . { يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ } إلى غيرها ، أو المراد بالإخراج منها الاستيلاء عليها فإنه إذا كان الحكم لهما فكأنهما أخرجوهم منها { بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ } بمذهبكم الذى هو أفضل المذاهب ، كما صرح بالتفضيل بقوله { الْمُثْلَى } فإنه تأنيث الأمثل بمعنى الأفضل والأشرف . ومرادى بالمذهب هنا الدين تبعاً للتعبير بالطريقة . ومعنى ذهابهما بطريقتهم إزالتها وإظهار دينهما قال إننى أخاف أن يبدل دينكم . وقيل الطريقة سادات القبط سموا طريقة من حيث إنهم قدوة لغيرهم متبوعة كما يتبع الطريق . تقول العرب فلان طريقة قومه أى سيدهم وصاحب العقل منهم . واستظهر بعضهم أن الطريقة المملكة أو السيرة . وقيل المراد صرف وجوه الناس عنكم . وقيل الطريقة المثلى بنو إسرائيل لأنهم أهل علم ومال وعدد ، أى بأهل طريقتكم وإنما نسبتهم للطريقة من حيث بناؤها عليهم من كل ما احتاجوا . ويطابق هذا قوله { أرسل معنا بنى إسرائيل }