Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 72-72)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ } لن نختارك { عَلَى مَا جَاءَنَا } الضمير المستتر لما ولا يجوز أن يكون لموسى ، ويقدر الرابط أى ما جاءنا به موسى لأن هذا الربط مجرور بما لم يجربه الموصول ، ومتعلق بما لم يشبه ما تعلق به جار الموصول . كذا ظهر لى وأجازه الماضى . { مِنَ الْبَيِّنَاتِ } بيان لما ، أو لضميره المستتر ، أو للباء المقدرة - على ما قال القاضى . { وَالَّذِى فَطَرَنَا } خلقنا . والعطف على ما . ويجوز أن تكون الواو للقسم وجواب محذوف دل عليه { لن نؤثرك } كذا فسرت كلام القاضى ، ولكن قال ابن هشام تلقى القسم لمن ولم نادر جدا كقول أبى طالب @ والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أُوسَّدَ فى التراب دفينا @@ وأجازه بعضهم بلا ندور . { فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ } افعل ما أردت أن تفعله . وهذا الأمر يسميه علماء الأصول تفويضا . وكذلك سموا الأمر فى قوله { ألقوا ما أنتم ملقون } لاحتقار سحرهم بالنظر لمعجزة موسى التى أعلم موسى أو ظن أنها تكون . ويصح أن يكون الأمر هنا للإنذار مثل { قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار } ويسمى تهديداً ، كأنه قيل من وراء فعلك الآخرة لنا بالرحمة ولك بالعذاب . وبعضهم يفرق بين التهديد والإنذار بذكر الوعيد مع الإنذار . وعليه فالأمر تهديد ، والرابط محذوف مضاف إليه ، أى قاضيه ، أو مفعول به ، أى قاض إياه ، أو مجرور بلام التقوية ، أى قاض له ولام التقوية زائدة أو كالزائدة فلا يبحث بأَنه كيف يحذف العائد المجرور بالحرف مع أن الموصول لم يجرّ يمثل الجار له . قال ابن هشام ويجوز حذف العائد المجرور بالإضافة ، إن كان المضاف وصفًا غير ماض نحو { فاقض ما أنت قاض } . قال خالد خلافا للكسائى وإن قلت كيف أجزت تقدير قاض إياه بالانفصال مع إسكان الاتصال ؟ قلت لأن انفصاله على المفعولية واتصاله على الإضافة فلم يكن الاتصال إلا على جهة غير جهة الانفصال ، ولأنه إنما يمتنع الانفصال مع إمكان الانفصال فى الاستعمال لا فى التقدير . قال ابن هشام فى حاشية التسهيل و { ما } هذه يحتمل أن تكون مصدرية أى اقض قضاءك أو مدة قضائك ، بدليل قوله تعالى { إنَّمَا تَقْضِى هَذِهِ الحَيَاةَ الدُّنْيَا } أهـ . وإنما أجاز ذلك لأن الجملة الاسمية بعدها ، الخبر فيها مشتق ، أى المعنى افعل ما شئت ، إنما تفعل ما تهواه فى الدنيا ، والآخرة خير ، فإنما تقضى الخ كتمهيد لما بعده وتعليل لما قبله وتهديد له ، أى تفعل اليوم تجازى غداً وهذه ظرف زمان لوصفه بالمصدر الدال على الزمان أو لإبدال المصدر المذكور منه ، أو عطفه عليه عطف بيان . تقول كان كذا وكذا حياة فلان ، أى فى حياته . وقيل منصوب على نزع فى . وقرئ تُقضَى هذه الحياةُ الدنيا ، بالبناء للمفعول والرفع ، كقولك صِيم يومُ الجمعة .