Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 15-15)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ } الدعوى ، أو القولة ، أو الكلمات { دَعْوَاهُمْ } يصيحون بها ، ويرددونها . وإنما سماها دعوى لأنهم كالداعى يا ويلُ احضر ، فهذا وقتك . وتلك اسم زال ، ودعوى خبر ، أو تلك خبر ، ودعوى اسم ، والأول أولى لسلامته من التقديم والتأخير ولأن المراد الإخبار لدوام تلك الدعوى الصادرة منهم ، ولأنه لا يظهر الإعراب فى واحد فهو محل لَبس ، فليكن المقدم هو الاسم ، كما أن المقدم هو الفاعل فى نحو ضرب موسى عيسى ، حيث لا دليل على خلاف ذلك ، لكن التباس اسم زال بخبرها غير صائر لأن كلا منهما هو الآخر ، بخلاف المفعول والفاعل . قال ابن هشام عن ابن الحاج عن الزجاج لا خلاف فى أنه يجوز كون تلك اسم زال ، ودعواهم خبرها ، وبالعكس . انتهى . ولا يقال كما يمنع تقديم الخبر على المبتدأ إذا خيف اللبس ، كذلك يمنع جعل تلك خبراً مقدما لأنا نقول محل المنع ما إذا فسد المعنى فى الآية صحيح على كل وجه . { حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصَيدًا } أى كزرع محصود بالمنجل ، فهو استعارة على أحد القولين ، فى نحو زيد أسد ، مما ذكر فيه المشبه والمشبه به ، بدون أداة التشبيه ، أو الأصل مثل حصيد ، فهو مجاز بالحذف وقد علمت أن حصيدا نعت لمحذوف . ولك أن تجعل حصيدا مصدراً مبالغة ، أو يقدر ذوى حصيد ، أو يؤول باسم مفعول . ووجه الشبه بالزرع المحصود القطع المستأصل ، وعدم الاجتماع ، شبههم بزرع محصود ، كل قبضة متروكة فى موضعها . { خَامِدِينَ } ساكنين كسكون النار ، فانطفاؤها كناية عن الموت ، وهو مفعول ثان بعد مفعول ثان . قيل هما مثل جعلتُه حلوا حامضا ، أى جامعين بين الحصيدية والخمود . قيل أو خامدين صفة لحصيدا نظرا لمعنى ، أو حال من ضميره . وما قيل من أن حصيدا يستوى فيه المفرد وغيره لأنه فعيل بمعنى مفعول غير صحيح ، وإنما ذلك فى فعيل بمعنى فاعل .