Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 33-33)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَهُوَ الَّذِى خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ } بعضٌ من تلك الآيات . قدم الليل لسبق الظلمة على النور . وقدم الشمس لأن نور القمر منها وأقرب الأرض إلى السماء بيت المقدس ، بينهما اثنا عشر ميلا . وأبعد الأرض منها أجله . والسماء كالقبة ، والشمس والقمر لم يلزقا بسمائهما ، بل كل فى فلك دون سمائه لقوله { كُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } يمشون بسرعة ، كما يسبح الإنسان فى الماء ، وجوههما إلى السماء ، يضيئان فى السماء ، كما يضيئان فى الأرض ، قيل الشمس فى الصيف فى الخامسة ، وفى الشتاء فى السابعة . وتكلمت فى غير هذا الموضع . قال مجاهد السباحة الدوران كفلكة المغزل . وعن بعض كالطاحونة . وعن بعض يجرون . وعن بعض يسبحون فى طاحونة . وعن بعض إن الفلك الجسم الدائر دورة اليوم والليلة . وقيل موج مكفوف . وعن بعض الفلك هو السماء . وقيل جسم مستدير دون السماء . والجدى كحديدة الرحى . وزعم بعض أن الفلك جرم صلب لا ثقيل ولا خفيف ، لا يقبل الخرق والالتئام والسمو والدنو ، وهو قول باطل . والمراد لكل الشمس والقمر . وذلك جنس . و { فى } متعلقة بيسبحون . ويسبحون خير ، أو بمحذوف خبر . ويسبحون خبر ثان ، أو حال من ضمير الاستقرار . وإنما عبر عن الشمس والقمر بضمير الجماعة ، باعتبار تعدد طلوعهما ، وكان الضمير واو العقلاء لأن السباحة من فعلهم ، فكأنه شبههما بالعاقل ، فعبر بالواو والسباحة . وجملة المبتدأ والخبر مستأنفة ، أو حال من الشمس والقمر فقط ، لأنهما السابحان لا الليل والنهار .