Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 58-58)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا } وقرأ الكسائى بكسر الجيم ، وهو مصدر على وزن فُِعال ، بضم الفاء وكسرها ، بمعنى مجذوذة ، أى مقطوعة ، أو يقدر مضاف ، أى ذوى قطع ، أى مقطوعين ، وهم بمنزلة العقلاء . وأخبر أنهم نفس القطع . والضم والكسر لغتان ، واللفظان جمعًا جذيذ . وقرئ بالفتح مصدرا ، أو جمع جذيذ . وقرئ جذذ ، بضم الجيم وفتح الذال وإسقاط الألف ، جمع جذيذ . وقرئ بضمهما ، جمع جذيذ ، أو جذة بضم الجيم . { إلاّ كَبِيرًا } صنما كبيرا ، تركه بلا كسر ، وعلق الفأس التى كسر الأصنام بها فى عنقه . قيل علقه بيده اليمنى . { لَهُمْ } أو هو نعت كبير ، أو نعت ثان ، من محذوف . وفائدته على النعتية الإشعار بأن كبره إنما يثبت لهم لا لنا ، فإنه عندنا أهون شيئا ، وكلما عظمت جثته وهيئته ، زاد بغضا وإهانة عندنا . وكان عندهم عظيم الجثة والمنزلة ، صاغوه من ذهب ، وجعلوا فى عينيه جوهرتين ، مضيئتين ليلا ونهارًا ، وكللوا سائره بالجواهر ، وسائر الأصنام بعضها من ذهب ، وبعضها من فضة ، وبعض من حديد ، وبعض من نحاس ، وبعض من رصاص ، وبعض من حجر ، وبعض من خشب . { لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ } إلى مكسوره . { يَرْجِعُونَ } كما يرجع إلى من عظم شأنه فى الأمور المعضلة ، فيقولون له ما لهؤلاء مكسورةً ومالَكَ صحيحًا ، والفأس فى عنقك أو يدك ، فإنه - عليه السلام - قد علم أنهم يعظمون آلهتهم ، ولا سيما هذا ويعتقدون لها أباطيل . وفائدة رجوعهم إليه أن يتبين أنه لا يضر ولا ينفع ، وأنهم فى عبادته على جهل عظيم . وقال ذلك وهو عالم بأنهم لا يرجعون إليه استهزاءً بهم ، واستجهالا فإن قياس من سجد له ، أن يرجع إليه فى إزالة الأمور المعضلة . والضمير لإبراهيم لأنه غلب على ظنه أنهم لا يرجعون إلا إليه لتفرده بعداوة آلهتهم واشتهاره بعداوتها . وفائدة رجوعهم إليه أن يفجعهم بقوله { بل فعلهم كبيرهم هذا } والأول عندى أظهر ، و الثانى عند الثعالبى أظهر . ويجوز عود الضمير إلى الله عز وجل ، أى لعلهم يرجعون إلى توحيد الله ودينه إذا رأوا أن الأصنام لا تنفع ولا تضر ، ولا تدفع عن نفسها .