Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 122-122)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِذْ هَمَّتْ طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَنْ تَفْشَلاَ } أى بأن تفشلا ، أى بأن تتأخرا عن القتال وتنصرفا مع عبد الله بن أبى ، وهما بنو حارثة وبنو سلمة ، وكانا جناحى العسكر ، كما مر ، ولما انخذل عبد الله بن أبى بثلثمائة وقال عَلاَم نقتل أنفسنا وأولادنا ؟ تبعه أبو جابر السلمى واسمه عمرو . وابن حزم الأنصارى رحمه الله يقول أنشدكم الله فى نبيكم ، وأنفسكم فقال عبد الله لو نعلم قتالا لاتبعناكم ، وعصم الله الطائفتين فثبتتا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال ابن عباس أضمروا أن يرجعوا ، فعزم الله لهم على الرشد ، فثبتوا فذكرهم الله عظيم نعمته ، وإذ بدل من إذ قبلها بدل كل ، لأن الوقت واحد وقع فى بعض الغدو ، وفى بعض ألهم بالفشل ، ومتعلق بسميع ، أو عليم ، ويقدر مثله لآخر لا على التنازع ، وإنما فسرت الفشل بالتأخر لا بالجبن ، كما فسره بعض ، لأن الجبن ليس باختيارى ، نعم يجوز أن يراد بالهم بالفشل مقاربة النفس إلى الجبن ، والظاهر أنها ما كانت إلا همة ، وحديث النفس كما لا تخلو النفس عند الشدة عن القلق ثم تثبت كما فى بيت النحو @ أقول لها إذا جاءت وجاست مكانك تحملى أو تستريحى @@ وهو شعر لعمرو بن الإطنابة ، قال معاوية عليك بحفظ الشعر ، وقد كدت أضع رجلى فى الركاب يوم صفين ، لأهرب فما ثبت إلا بقول عمرو بن الإطنابة ، أقول البيت . ولو كان ذلك منهم عزيمة لم تثبت معه ولاية الله لهم ، والله يقول { وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا } مُتَولى أمرهما بالعصمة عن الفشل ، ويجوز أن يكون المعنى كيف تفشلان ولا تتوكلان والله متولى أمرهما بالنصر ؟ والجملة حال من ألف تفشلا ، ثم إنه لا مانع من التعنيف . قال جابر بن عبد الله نزلت فينا بنى حارثة وبنى سلمة " إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما " والله ما يسرنا أنا لم نهم بالذى هممنا به وقد أخبرنا الله بأنه ولينا ، وذلك استشار منه إذ لو لم ينزل فيهم { والله وليهما } وذلك أنه ليس ذلك عزماً وتصميماً ، وقيل ذلك عزم وتصميم لكن منعه من إمضاء ذلك فضلا منه ، فالجملة مستأنفة ، وقرأ عبد الله بن مسعود { والله وليهم } . { وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } قدم { على الله } للحصر ، والفاصلة أى لا تكلوا أمركم أى لا تتركوه إلا إلى الله اعتماداً عليه ولقيامه به ولا تظهروا العجز إلا لله معتمدين عليه ، أو لا تفوضوا الأمر إلا إليه ثقة به فينصركم كما نصركم يوم بدر ، كما قال الله جل وعلا { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأنْتُمْ أذِلَّةٌ } .