Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 143-143)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ } خطاب لمن لم يشهد بدراً . { الْمَوْتَ } بالشهادة . { مِن قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ } لما رأوا من أجر الشهداء ، إذ أخبرهم الله الرحمن الرحيم له فى قوله { ولا تحسبن الذين قتلوا } الآية ، وذلك قول ابن عباس . وقيل المراد بالموت الحرب ، لأنها سبب الموت ، تمنى من لم يحضر بدراً أن يكون قتال يحضرونه ليحصل لهم أجر كأجر أهل بدر ، وكذا من تمنى الموت ، لم يرده بالذات ، بل للأجر . وقد قال صلى الله عليه وسلم " لا تتمنوا لقاء العدو ، ولكن إذا لقيتموه فاسألوا الله الصبر " وذلك أن من يتمناه قد يتكل على قوته ، وقد عنفهم الله إذا تمنوه وقروا ، أو إذا تمنوا الشهادة المتضمنة بغلبة الكفار ، وليس مراد المتمنى منهم غلبة الكفار ، لكنهم رغبوا فى الأجر ، فما هم إلا كمن شرب دواء النصرانى قاصداً للشفاء ، ولا يخطر بباله أن فيه نفع الكافر ، وتنفيقاً لدوائه . وقد قال عبد الله بن رواحة حين نهض إلى غزوة العسرة ، وقيل لهُ ردكم الله @ لكننى أسأل الرحمن مغفرة وضربة ذات قرع تقذف الزبدا أو ضربة من يدى جران مجهزة بحرية تنفذ الأحشاء والكبدا @@ { فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ } أى رأيتم الموت بعيونكم ، أى رأيتم ما يكون به كالسيوف والأيدى المرفوعة بها والرجال ، وما يدل عليه كالوقوع على الأرض ، بلا تنفس وخروج الدم والقطع . { وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ } ذلك بعيونكم فالجملة حال من واو رأيتموه مؤكدة لعاملها ، تدفع توهم رؤية القلب ، وأما اشتراك الرؤية بين رؤية البصر ورؤية القلب ، فبالظاهر أنهُ لا يتوهم فضلا عن أن يدفع .