Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 71-71)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ } يخلطون الحق بالباطل ، يعلمون فى قلوبهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم ، وينكرونه بألسنتهم ويلقون الشبهات فى ذلك ، وهى الباطل يروج عنهم إنكارهم فتارة يقولون إن الرسول الذى بشر به موسى حق ، ولكنه ليس محمداً ، بل صفته كذا وكذا مما هو على ضد صفته ، صلى الله عليه وسلم ، وتارة يقولون محمد معترف برسالة موسى وبأن التوراة حق ، والتوراة دالة أن شرع موسى ينسخ ، ويمحون من التوراة ما كرهوا ، ويريدون فيها ما أحبوا ، ويكتبون أشياء من عند أنفسهم ، ويزعمون أنها من الله ، ويجوز أن يكون معنى لبس الحق بالباطل ، خَلْطه به للتقصير فى التهم بأن يقولوا اليهودية والإسلام كلاهما حق ، وبه فسر الحسن ، يقال يلبسهُ كضرب يضرب ، بمعنى خلطهُ ، وليس الثوب يلبس ، كعلم يعلم ، ومنه قرأ يحيى بن وثاب بفتح الباء ، تشبيهاً لخلط الحق بالباطل ، يلبس الثوب . قال صلى الله عليه وسلم " المتشبع بما ليس عنده ، كلابس ثوبى زور " يضرب مثلا لمن يظهر من نفسه ، وليس كذلك المتشبع الذى يظهر الشبع وهو جائع ، وثنى الثوب لأن أقل ما يلبس ثوبان . وقال الفرزدق @ فلا أب وابناً مثل مَرْوان وابنه إذا هو بالمجد ارتدى وتأزَّرا @@ وقرئ { تلبسون } بالتشديد للمبالغة ، أعنى تأكيداً للبس وتكثيره . { وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } { الحق } رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وصفته تكتمونها حال كونهم عالمين بهما ، قال قتادة اجتمع بعض الأحبار من اليهود قيل أنهم من يهود خيبر ، وذكر بعض أنهم اثنا عشر حبراً ، وقال بعضهم لبعض أظهروا الدخول فى دين محمد أول النهار من غير اعتقاد له ، وأظهروا الكفر به آخر النهار . وقال الكلبى كتبت يهود خيبر إلى يهود المدينة ، أن يفعلوا ذلك وقولوا إنا نظرنا فى كتبنا وشاورنا علماءنا ، فوجدنا محمداً ليس بذلك المنعوت ، وظهر لنا كذبة وبطْلان دينه ، فإذا فعلتم ذلك ، شك أصحابه فى دينهم ، فيقولون لو كان أمر اليهود كفراً وحسداً لما آمنوا به ثم كفروا ، فما كفروا بعد الإيمان وهم أصحاب العلم ، والتوراة إلا لكونهم استقصوا البحث فى أمر محمد فوجدوه باطلا ، يريدون تشكيك ضعفاء المسلمين ، ولا تؤمنوا من قلوبكم إلا لمن تبع دينكم ، وحاولوا ذلك سرا ، فأخبر الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم بما حاولوه بقوله { وَقَالَتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ } .