Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 147-147)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَّا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذّابِكُمْ } خطابا للمنافقين . { إِن شَكَرْتُمْ } نعمه . { وَآمَنتُمْ } هذه الواو عطفت السابق على اللاحق ، لأن الشكر انما هو بعد الايمان بالله تعالى ، ولا يتصور من مشرك شكر ، ويجوز أن تكون للحال على تقدير قد ، وقيل لا يلزم تقديرها ، ولو كان الفعل ماضيا متصرفا مثبتا ، وهى من قبل الحال المحكية ، أى شكرتم وقد قدمتم ايمانا على شكركم ، ويجوز أن تكون لعطف اللاحق على السابق يلوح بذلك على ، الى أن العقل يوجب أمر شكر المنعم اذا رأى المنعم المفاضة عليه ، التى ليست باختياره ، وبعد ذلك يعلم بالدلائل أن المنعم هو الله جل وعلا ، فيؤمن به ، والاستفهام للانكار ، أى لا يفعل بعذابكم شيئا ينفعه أو يضره ، لأنه لا يناله ضر بمعصيته العاصى أو غيرها ، فيشقى بعذابه بعد توبته ، أو يدفع بعذابه ضرا وهو الغنى لا يحتاج لنفع فيستجلبه بعذاب المنافق ، وانما يعذب من أصر لحكمة ، اذ ليس من الحكمة اهمال العاقل ، لأن اهماله يؤدى الى اباحة الشتم لله عز وجل ، والاشراك به ، وأيضا المعصية فى العاصى كسوء مزاج فى الحيوان يؤدى الى مرضه ودواؤه ما ذكره الله من التوبة عما مضى ، واصلاح ما مضى ، وما استقبل ، والحال والاعتصام بالله ، والاخلاص فهذه أربع تنفى وياء المعصية كنفى الدواء للمرض باذن الله وقدره ، والا فتعذيب العاصى لا يزيد فى ملك الله تعالى ولا ينقص منه ترك تعذيبه . وانما قلت الخطاب للمنافقين لقوله { إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ } فكأنه قيل كيف أعذبكم ان خرجتم عن النفاق ، ثم رأيته محكيا عن الطبرى ، ورد عليه بأنه لا دليل على تخصيص المنافقين ، وأجيب بأن الدليل آمنتم ، وحمله الراد على عموم المؤمنين والمنافقين ، ويلزم عليه الجمع بين الحقيقة والمجاز بلغة واحد ، لأن ما الشكر أو الايمان حقيقتان فى المنافق ، مجازان فى المؤمن ، لأن المعنى فى حقه ان بقيت على الشكر والايمان ، وحمل الشكر والايمان على البقاء عليهما مجاز ، الا ان حمل على عموم المجاز ، أو اعتبر من المؤمن شكره وايمانه اللذان يجددهما ، وفى الجمع المذكور خلاف . { وَكَانَ اللهُ شَاكِراً } مجازيا لكم على شكركم بأكثر منه ، وقيل الشكر من الله تعالى قبول العمل واضعاف ثوابه . { عَلِيماً } بشكركم وايمانكم ، فلا يفوتكم شىء من الجزاء عليهما .