Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 149-149)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِن تُبْدُوا } تظهروا . { خَيْراً } طاعة كالصيام والصدقة والضيافة ، وصلة الرحم الزائدات على الحد المفروض ، وقيل ان تبدوا خيرا كلاما حسنا لمن جاهركم بالسوء . { أَوْ تُخْفُوهُ } تفعلوه سرا ، وقيل ابداء الخير وعلمه ، واخفاءه بنيته فيكتب على عمله عشر حسنات وبنيته واحدة ، ويقال خصال الخير قسمان صدق النية مع الحق ، والتخلق مع الخلق ، والحق هو الله تعالى ، ومعنى التخلق مع الخلق معاملتهم بما يوافقهم مما لا معصية فيه ، ومنه ايصال النفع اليهم ودفع الضر والعفو عنهم كما قال الله جل وعلا . { أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ } عن مظلمة فى مال أو بدن أو عرض ، وقد كانت لكم المؤاخذة عليه ، والعفو هو المقصود الأعظم بالذات فى الآية ، وذكر ابداء الخير واخفائه تمهيدا له ترغيبا فيه وتزيينا ، ولكونه المقصود بالذات رتب على ذلك كله ما يقرر العفو وهو قوله تعالى { فَإِنَّ اللهَ كان عَفُوًّا قَدِيراً } فاعفوا كما يعفو الله عنكم وأنتم أعصى له تعالى ممن ظلمكم لكم ، وهو أقدر عليكم منكم على من ظلمكم ، فالعفو مع القدرة من مكارم الأخلاق ، والمأمور بها ، وفى الآية تفضيل العفو على الانتصار ، لأنه بعد ما أباح الجهر بالسوء للمظلوم ندب للعفو ، وقيل كان عفوا لمن عفا ، قديرا على اثابته ، وقيل الخير المال أى تبدوا تصدق مال أو تخفوا تصدقه كقوله تعالى { ان تبدوا الصدقات } الآية ، وما تقدم من التعميم أولى .