Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 166-166)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لَّكِنَ اللهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ } الخ فهو استدراج على محذوف ، وهو كلام غيره ، وهو قولهم أنا سألنا عنك اليهود … الخ ، أو يقدر ليس الأمر كما قالوا ، ومثل ذلك ما روى عن ابن عباس رضى الله عنه أيضا أنه " دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من اليهود ، فقال لهم أنى والله أعلم أنكم لتعلمون أنى رسول الله ، فقالوا ما نعلم ذلك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية " ، وقد علمت أن انزال الكتاب على انسان يوجب تنبئته وارساله ، فكأنه قيل لكن الله يشهد بأنك رسول ، وأنه أنزل عليك القرآن ، وتصديق الشهادة بكونه معجزا لا يعارض أحدا الا انقطع . ووجه آخر أنه لما قال { إنا أوحينا اليك كما أوحينا الى نوح } الآية ، قالت اليهود ما نشهد لك بهذا ، فنزل { لكن الله يشهد بما أنزل اليك } ، وقيل سبب نزولها قول اليهود ما أنزل الله على بشر من شىء ، ويجوز أن يقدر محذوف من كلام الله تعالى يعود اليه الاستدراك على حسب انكار اليهود نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هكذا أنهم لا يشهدون ، ولكن الله يشهد ، أو أنهم أنكروا ولكن الله يشهد ، وقرأ السلمى لكن الله يشهد بالتشديد والفتح . { أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ } يتعلق بمحذوف جواز ، أو بمحذوف حال ، وهو كون خاص ، وصاحب الحال ضمير أنزل ، أى ملتبسا بعلمه الخاص به ، أعنى بالله وهو العلم تبالغه على وجه الاعجاز ملتبسا بعلمه بحال من يناسب النبوة لاخلاصه واجتهاده ، ويتأهل له ، ولا لكتب عليه أو حال من هاء أنزله أى حال كون الكتاب ملتبسا بعلم الله الذى يحتاج اليه الناس دنيا وأخرى ، ويجوز أن يكون المعنى على كونه حالا من هاء أزله ، ومن ضمير أنزل أنزله وهو عالم به حافظ له عن الشياطين برصد من الملائكة . وعن كل مغير له ولا دليل فيه للأشعرية فى قولهم الله عالم بعلم ، اجعلوا صفات الذات غيره تعالى كصفات الفعل ، وعندنا صفات الذات هو ، فلزمهم تعدد القديم أو حدوث صفات الذات ، وكونه ظرفا لها تعالى عن ذلك كله ، فالعلم المذكور فى الآية وهو تعالى بمعنى أنه تعالى انكشفت الأشياء له ، وكفى فى انكشافها له وجوده ، وجملة أنزله بعلمه حال من ضمير يشهد أو خبر ثان ، أو بدل مطابق لقوله { أَنزَلَ إِلَيْكَ } . { وَالمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ } انك رسول الله ، لأنهم يشهدون بما شهد الله ، وما فيهم من الفضائل انما يحصل لهم بأن أفاضه الله عليهم من غير نظر وتأمل ، واليهود يحبون أن يعرفوا رسالته على وجه محسن ، يعنى عن النظر والفكر ، أو على وجه يفيضه الله عليهم كالملائكة ، وليس للبشر ذلك ، بل لا بد له من الفكر ، فلو تفكروا بالنظر الصحيح لعرفوا رسالتك كما عرفتها الملائكة . { وَكَفَى بِاللهِ شَهِيداً } على رسالتك ، ومن شهد الله تبارك وتعالى له والملائكة بصدقه ، فلا أصدق منه ، فلا تكترث يا محمد بتكذيب من كذبك ، ومعنى شهادة الله بما علمه بها واخباره بها ، وكذا الملائكة أو شهادته بها اثباتها بالمعجزات والكتاب المعجز .