Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 168-168)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا } بجحود الحق وتركه . { وَظَلَمُوا } أنفسهم بذلك وغيرهم بالصد عن الحق ، وأكل أموالهم ، والقدح فى أعراضهم ، وغير ذلك ، ومحمد صلى الله عليه وسلم بانكار نبوته ، وتبديل صفاته وكتمها ، والآية دليل لأصحابنا على أن المشركين مخاطبون بفروع الشريعة ومعاقبون عليها ، فالمشرك مخاطب فى حال شركه بالصلاة والصوم ونحو ذلك ، وترك الزنى والخمر ونحو ذلك ، لكن لا يصح منه نحو الصلاة الا بتقديم أصولها فهو مخاطب بالفروع والأصول حال شركه ، ومخاطب بتقديم الأصول . ووافقنا الشافعية فى أنهم ليعاقبون بالفروع ، وخالفونا فى أنهم لم يخاطبوا بها حال الشرك ، وهذا بظاهره متناقض ، لو لم يخاطبوا بها لم يعذبوا بها ، ولعلمهم أرادوا أنها لا تصح منهم لو أتوا بها قبل الايمان . وقال أبو حنيفة لم يخاطبوا بها ، ولا يعاقبون عليها ، وأولوا قوله تعالى { ما سلككم فى سقر } الآية بأن معنى { لم نكن من المصلين } لم نكن ممن يعتقد وجوب ذلك ، أى لم نكن من المؤمنين ، ووجه دلالة آية السورة على أنهم مخاطبون بفروع الشريعة بناء الوعيد على الظلم العام ، ليقر الشرك كبنائه على الشرك اذ قال { لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ } ذنوبهم ، أو لم يكن الله ليسترهم فى الدنيا ، بل يفضحهم فيها بالقتل والسبى والاجلال ، وفى الآخرة بالنار ، وذلك كله لمن علم الله أنه يموت مصرا . { وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً } يخرجون عليها من النار ، فان كل من دخلها لا يخرج منها ، وفيه رد لقولهم يمكثون فيها أياما معدودات ، أو ليهديهم طريقا الى الايمان ، أى لا يوفقهم .