Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 72-72)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِنَّ مِنكُم لَمَن } اللام للتأكيد خبر أن المتقدم داخلة على اسمها المتأخر ، والخطاب لعسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأولى من هذا أن يقال الخطاب للذين آمنوا ، والمؤمنون ولو كانوا لا يكون منهم المبطىء ، لكنه معهم من المنافقين ، وجعل منهم لأنه فيهم ، ونسبه منهم ، وينطق بكلمة الشاهدة . { لِيُبَطِئَنَّ } جواب قسم محذوف ، فلامه لتأكيد القسم ، وجملة القسم صلة من أى لمن أقسم بالله ليبطئن ، أو مفعول لقول محذوف ، والقول صلة من أى ، لمن يقال فى شأنه والله ليبطئن ، والعائد ضمير يبطىء ، ويبطىء متشدد للتعدية ، ومفعوله محذوف ، أى يبطىء غيره ، أو تشديده للتأكيد فهو لازم كبطأ الثلاثى وأبطأ أى ان منكم لمن تحمل غيره على التأخير عن القتال ، كابن أبى يوم أحد ، أو لمن يتأخر عنه . والبطء أما بمعنى الانقطاع عن القتال البتة ، سمى الانقطاع عنه البتة بطاء لشبه البطء عن الشىء بالانقطاع عنه البتة لجامع عدم الحضور عنده فى وقت مخصوص ، كما مر التمثيل بابن أبى ، واما بمعنى التثاقل عن الشىء مع الكون بصدده وهو الحقيقة ، واما بالمعنيين على طريقة عموم المجاوز ، وهى هنا مطلق عدم الحضور بحيث يشمل عدم الحضور عدما لا وجود بعده ، أو عدما بعده وجود ، وقرىء ليبطئن بضم المثناة واسكان المحدة منه أبطأ اللازم . { فَإِن أَصَابَتكُم مُّصِيبَةٌ } من قتل وجرح أو هزيمة . { قَالَ } ذلك الذى يبطىء . { قَد أَنعَمَ اللهُ عَلَىَّ إِذ لَم أَكُن مَّعَهُم شَهِيدًا } حاضرا للقتال لو حضرت لأصابنى ما أصابهم ، يرى ازاحة الله تعالى اياه عن حضور القتال مع المسلمين انعاما ، وليس كذلك بل هو نعمة بالقاف ، عصوا الله بقلوبهم وجوارحهم ، فنقمهم بذلك ، ويرون ما أصاب به المؤمنين نقمة بالقاف ، وهو نعمة لأن لهم ثوابا عظيما على الموت فى الجهاد والجرح فيه وعلى الهزيمة اذا غدروا فيها لكن انما يثاب على ما يصاب به فيه ، وعلى غمه فيها ، مثل أن يكونوا دون اثنين لأربعة من الكفار ، ومثل أن ينهزم رجال كما لا يعذرون ، فتقع الهلكة على الباقين بحيث لو لم يذهبوا لكانوا كمن ألقى بيده الى التهلكة .