Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 118-118)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِن تُعَذِّبْهُم } على مقالتهم التى نسبوها الى اذ زعموا أنى قلت لهم اتخذونى وأمى الهين من دون الله ، بأن خذلتهم فلم يتوبوا عنها وعن كل ما يرديهم . { فَإِنَّهُم عِبَادُكَ } ملك لك ، فلا معارض لك فى ملكك ، اذ ملكك على الاطلاق من وجه ، واختار لفظ عباد ليشير الى استحقاقهم العذاب ، اذ كانوا عبادا لله لا لغيره فعبدوا غيره . { وَإِن تَغْفِر لَهُم } بأن وفقهم الى التوبة النصوح فذكر اللازم وهو الغفران مكان الملزوم وهو التوبة ، وليس من الحكمة أن يغفر الله للمشرك والمصر بلا توبة فلا ينسب ذلك الى الله ، ولا يقال بجوازه ولا بوقوعه ولا تفويض الأمر اليه فى ذلك ، والواجب اعتقاد أن ذلك لا يجوز فى حكمته ، كما لا يجوز وصفه بغير صفته وقوعاً ولا امكاناً ولا تفويضاً ، فلا يقال ان شاء اتخذ صاحبة ، أو ان شاء غفر للمشرك . { فَإِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ } الغالب لا يعجزك من أردت الانتقام منه . { الحَكِيمُ } لا تفعل الا ما هو عدل وصواب ، فلا يقبح منك التوفيق للتوبة بعد المبالغة فى العصيان ، ولا الانتقام من المصر على شرك أو ما دونه ، فان ذلك هو الحكمة ، وذلك هو الذى ظهر لى فى الرد على المخالفين ، وانما صح الاستقبال فى تغفر لأنه قال ذلك حين رفعه الله ، وان قلنا انه قال له يوم القيامة تنزيلا له منزلة الواقع ، فالمعنى ان كنت تظهر اليوم جزاء ما فعلوا فى الدنيا من التوبة والوفاء ، ولا بد من ظهوره . قال أبو ذر رضى الله عنه " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة القدر بقوله تعالى { إِن تُعَذِّبْهُم فَإِنَّهُم عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِر لَهُم فَإِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ } قال عمرو بن العاص قرأ صلى الله عليه وسلم هذه الآية وقوله تعالى { رب انهن أضللن كثيراً } الآية ، ورفع يديه فقال اللهم أمتى وبكى ، فقال الله لجبريل يا جبريل اذهب الى محمد وربك أعلم ، واسأله ما يبكيك ، وربك أعلم بما يبيكه ، فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره ، فصعد وقال ما أخبره ، فقال له الله جل وعلا يا جبريل اذهب الى محمد فقل له انه سيرضيك فى أمتك ولا يسوءك " .