Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 73-73)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لَقَد كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ } هم الملكانية من النصارى ، والنصطورية ، وقيل ان الله هو المسيح هو قول الملكانية واليعقوبية ، وان الله ثالث ثلاثة قول النصطورية والمرقوسية ، ومعناهم أن الله ثالث ثلاثة آلهة ، وأما ثالث ثلاثة رجال بمعنى أنه معهم بالعلم والحفظ ، ورابع أربعة كذلك . وهكذا فعندنا لا يجوز وهو نفاق لأنه يوهم أنه منهم ، وانما يجوز ثالث اثنين ، ورابع ثلاثة ، وخامس أربعة ، وسادس خمسة ، لقوله تعالى { ما يكون من نجوى ثلاثة } الآية ، ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى بكر رضى الله عنه فى الغار " ما ظنك باثنين الله ثالثهما " وقاس الواحدى اضافة فاعل من العدد الى عدده فى صفة الله قياساً على اضافته الى عدد تحته يليه ، فأجاز الله ثالث ثلاثة ، وثانى اثنين ، ورابع أربعة ، يعنى يعلمهم ويحفظهم قياساً على اضافته لعدد تحته . ومعنى قولهم الله ثالث ثلاثة أنه اله ، وعيسى اله ، ومريم اله ، قوله تعالى { أأنت قلت للناس اتخذونى وأمى الهين من دون الله } هذا قول الجمهور ، وقيل معناه أنه أب وابن وروح القدس ، فالأب جسم عيسى ، والأب كلمة اختلطت بعيسى اختلاط الماء باللبن ، وروح القدس الحياة فهذه ثلاثة آلهة اله واحد ، وهذا تخليط اذا لم يقولوا اله واحد مركب ، والواحد لا يكون ثلاثة ، والثلاثة لا تكون واحدة ، ولو قالوا ذلك أشركوا أيضاً ، وجعلوا ذلك كقرص الشمس وشعاعها وحرارتها ، وهذا حكاه المتكلمون عن النصارى ، وسبق الكلام فى ذلك . { وَمَا مِن إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ } أى لا يوجد اله الا لم يكن له شريك ، أى أى شىء فرض أنه اله فانه لا يصح له شريك ، فبالدليل والبرهان الاله هو الله ، لا مركب ولا بسيط ولا شريك له ، من للاستغراق داخلة على المبتدأ ، واله خبر صح الاخبار به عن اله منفى لوصفه بواحد ، وقيل الخبر محذوف أى ما من اله موجود واله بدل من المستتر فى موجود . { وَإِن لَّم يَنْتَهُوا عَمَا يَقُولُونَ } بأن يقولوا لا اله الا الله ، وعيسى عبد الله ورسوله ، ومحمد عبد الله ورسوله . { لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ } أى ليمسنهم عذاب أليم ، ومن للبيان ووضع الظاهر ، وهو موضع المضمر ليسميهم باسم الكفر ثانياً زيادة فى الذم ، ويجوز أن يكون المعنى على الظاهر ، أى ليمسن الذين بقوا منهم على الكفر ، ويجوز أن يكون الواو فى ينتهوا لجملة النصارى بحكم مجموع لا الجميع ، فيكون المعنى على الظاهر أيضاً ، فيكون الذين تبعيضاً من مجموعهم الشامل للقائل ثالث ثلاثة وغيره ، وهذا البعض هم القائلون ثالث ثلاثة ، ومن للتبعيض فى هذا الوجه .