Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 126-126)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وهذا صِراطُ ربِّك مُستقيماً } الإشارة إلى القرآن فيما روى عن ابن عباس ، لأنه يؤدى من تبعه إلى طريق السداد الموصل إلى الجنة ، بمعنى أن ألفاظه ومعانيه توصل إلى العمل بها ، والعمل بها طريق الجنة ، طريق لا عوج فيه ، وعنه أيضا الإشارة إلى الإسلام ، أى الخضوع بامتثال الأوامر والنواهى ، وقيل الإشارة إلى معانى القرآن ، فإنها من حيث العمل بها طريق إلى الجنة كما فى الوجه الأول ، ويجوز أن تكون الشارة إلى ما ذكر من شرح الصدر للإسلام ، وجعل الصدر ضيقا حرجا وهما التوفيق والخذلان . ومعنى كونهما صراطا مستقيما أنهما عادته فى خلقه ، كطريق يمشى فيه الناس بتكرر ، وأنهما صواب واستقامة اقتضتها حكمة ، ومستقيما حال من صراط ، والعامل فيها الإشارة ، وهى مؤكدة ، لأن صراط الله لا يكون إلا مستقيما ، كذا قيل ، وفيه نظر بل هى مؤسسة لأن هذا من خارج ، لأن صراطه مستقيم تحقيقا ولا بد ، ولكن ليس لفظ صراط موضوعا لمعنى مستقيم ، والجواب أنه التزم قائل ذلك أن التأكيد فيه من الخارج ، وهو ما فى الحقيقة من أن صراطه تعالى أبدا مستقيم ، لأن الله تعالى ولو كان قد خلق سبيل الشيطان ، لكن لا يطلق أنها صراطه ولا سبيله . { قَد فَصَّلنا الآيات } بيناها شيئا فشيئا ولا يختلط بعضها ببعض { لِقومٍ يذكَّرونَ } يتعظون بها فيعلمون أنه القادر الخالق بالخير والشر ، كالشرح والتضييق ، العالم بالأحوال ، العادل فى صنعه ، وهذا لقوم هم مَنْ شرح الله صدره وخصهم بالذكر ، لأنهم المنتفعون بها ، وإلا فكذا فصلها لغيرهم ، قال عطاء ، المراد بقوم يذكرون أصحاب النبى ومن تبعهم بإحسان ، وهذا مما يتعين إلا إذا جعلنا الآيات كتب الله كلها ، فيشمل الكلام من تقدم قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن تبعوا أنبياءهم ولم يخالفوهم .