Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 165-165)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وهُو الَّذِى جَعًلكم خَلائفَ الأرْض } الخطاب لأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، أمة الإجابة ، أعنى أمة التوحيد ، وإنما يتقبل الله من المتقين ، جعلهم الله خلائف فى الخير عن الأمم الماضية ، قال الحسن إن النبى صلى الله عليه وسلم قال " توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل " ويروى " أنتم آخرها وأكرمها على الله عز وجل " أو الخطاب لحضور المتقين من هذه الأمة ، وقيل الخطاب للمؤمنين والمشركين الذين فى زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعده سماهم خلائف ، لأنهم آخر الأمم ، وعليهم تقوم الساعة ، وقيل الخطاب لمن فى زمانه ، بمعنى أنهم خلف من مات قبلهم ، وكذلك يموتون ويخلفهم غيرهم . { ورَفَع بعْضَكم فَوقَ بعْضٍ درجاتٍ } بالعلم والورع ، والشرف والجاه ، والشجاعة والغنى والعز والحسن والقوة ، تفاوتوا فى ذلك ، وتفاوتوا به وبأضدادها { ليبْلُوكم } يعاملكم معاملة المختبر وهو عالم { فِيما آتاكُم } من تلك الخيرات ، هل تشكرون الله عليها وترجمون من دونكم فتربحوا نعم الدارين أولا فتعاقبوا ، عافانا الله { إنَّ ربَّك سَريعُ العقابِ } لمن يكفر نعمته ، ومعنى سرعة العقاب قربه حتى كأنه حاضر أو أنه إذا أراده لم يتأخر { وإنه لغفُورٌ } للتائبين { رَحيمٌ } لهم بالجنة ولهم ولغيرهم بنعم الدنيا ، والآية ترهيب وتودد ، قال الشاذلى من أراد أن لا يضره ذنب قال رب أعوذ بك من عذابك يوم تبعث عبادك ، وأعوذ بك من عاجل العذاب ، ومن سوء الحساب ، فإنك لسريع الحساب ، وإنك لغفور رحيم . ربِّ إنى ظلمت نفسى ظلما كثيراً فاغفر لى ، وتب علىَّ ، لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين . اللهم ببركة هذه السورة ، وبركة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم اخْزى النصارى والمشركين كلهم ، وغلِّب المسلمين والموحدين عليهم ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .