Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 34-34)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ولقد كُذِّبتْ رسلٌ من قَبْلك } كثيرة عظام ، ومن قبلك نعت رسل ، أو متعلق بكذب ، هذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن تكذيب قومه له ، وهذا مما يدل على التفسير الأخير فى قوله { فإنهم لا يكذبونك } وهو أن المعنى أنهم لا يصيرونك كاذباً بجحودهم ، سواء جحدوا بألسنتهم فقط أو بها وبقلوبهم ، لأن الرسل قبله كذبتم أممهم بألسنتهم قلوبهم ، أو بعض كذلك وبعض بألسنتهم . { فَصبرُوا على ما كُذِّبُوا وأوذُوا } عطف على كذبوا ، وما مصدرية ، أى فصبروا على تكذيبهم وإذائهم ، ويجوز عطفه على كذبت رسل ، أى كذبت رسل من قبلك وأوذوا ، وإذا عطف على واحد قدر مثله للآخر ، وكأنه قيل ولقد كذبت رسل من قبلك وأوذوا ، فصبروا على ما كذبوا وأوذوا ، وذلك أنه لا يحسن أن يقال ولقد كذبت رسل من قبلك وأوذوا فصبروا على التكذيب فقط دون الإيذاء ، ولا أنهم كذبوا فقط صبروا على ما كذبوا وأوذوا معاً . { حتَّى أتاهُم نصْرنَا } حتى ابتدائية ، ولا تخلوا عن معنى الغاية لأنها كفاء السببية ، وهى للربط والاتصال ، فاصبر على التكذيب والإيذاء كما صبرت الرسل من قبلك ، ويأتيك نصرنا كما أتاهم نصرنا ، وتفريع حتى أتاهم نصرنا على صبروا أولى من تفريعه على كذبوا وأوذوا ، والمراد بالنصر القهر والغلبة ، أو إهلاك الأعداء ، أو إظهار البراهين والحجج ، والآية ، وعد النصر للصابرين . { ولا مَبْدل لكَلماتِ الله } مواعيده ، وهى قوله { ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين } الآيات ، إذ تتضمن غلبة الرسل ، وقوله { فإن حزب الله هم الغالبون } وقوله { كتب الله الأغلبن أنا ورسلى } ونحو ذلك . { ولَقَد جَاءك مِنْ نبإِ المرْسَلين } من صلة للتأكيد وبناء فاعل عند الأخفش ، المجيز زيادة من فى الإيجاب والتعريف ، والمانع يجعلها للتبعيض تتعلق بمحذوف وجوباً نعت لفاعل محذوف ، أى جاءك شئ ثابت حق نبأ المرسلين ، أى شئ هو بعض نبأ المرسلين ، ونبأهم هو خبرهم الواقع بينهم وبين أمهم ، إذ كانت أممهم تؤذيهم ويصبرون ويكذبونهم ، فما يمنعهم التكذيب عن التبليغ والتكرير ، وروى أن بعض المشركين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى نفر من قريش فقالوا يا محمد ائتنا بآية من عند الله كما كانت الأنبياء تفعل ، فإنا نصدق بك ، فأبى الله أن يأتيهم بها ، فأعرضوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فشق ذلك عليه فنزل قوله تعالى