Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 101-101)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ تِلكَ } مبتدأ { القرى } خبر ، وإنما أفاد ذلك بواسطة الحال وهى جملة قوله { نقصُّ عَليْك مِنْ أنبائها } أى نقص عليك بعضا من أخبارها وأخبار أهلها دون بعض ، فإن أنباءها عام للأخبار الواقعة بها ، والواقعة بأهلها ، والعامل فى الحال معنى الإشارة ، ويجوز أن يكون أل فى القرى للكمال والتعظيم ، فتفيد الجملة بنفسها كقولك زيد الرجل ، والمراد هى قرى عظيمة أهلكناها ولم نبال لكفرهم ، أو جاء على طريق تحسر العرب فى كلامهم ، والجملة بعد ذلك حال أو خبر ثان ، ويجوز كون القرى نعتا أو بيانا أو بدلا ، والجملة بعده خبر . { ولقد جَاءتْهُم } أى أهل تلك القرى { رُسُلهم بالبيِّناتِ } الكاشفة عن صدقهم { فَما كانُوا ليؤمنُوا } هذه اللام مؤكدة للنفى قبلها ، أى ما صلحوا للإيمان أصلا لمنافاته حالهم من الطبع والتصميم على الكفر ، وهى الموسومة بلام الجحود { بما كذَّبُوا } أى بتكذيبهم ، فما مصدرية ، والجار متعلق بما النافية على جواز التعليق بحرف المعنى مطلقا ، وبما كذبوه ، فما اسم ، والجار متعلق بيؤمنوا ، من قبل متعلق بكذبوا ، والفاء للتعقيب وهو أبلغ فى الذم ، أى جاءتهم الرُّسل بالبينات ففاجئوهم بالتكذيب الكلى مقدرين الدوام عليه ، فكأنه قيل لن يؤمنوا حتى يموتوا بما كذبوه من الآيات من قبل ذلك ، مع تتابع الآيات ، فالمراد بالقبلية حين تبليغ الرسالة ، أو المعنى لا يؤمنون عند مجىء الرسل بما كذبوا به من قبل مجيئهم ، وذلك أنهم سمعوا الرسالة الواقعة قبلهم ، فكذبوا بها ، أو كذبوا عند خروجهم كالذر من صلب آدم فى قلوبهم ولو آمنوا بألسنتهم كرها حينئذ ، فلن يعدوا ما سبق لهم ، وبه قال أبىّ واختاروه ، أو ما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به قبل هلاكهم لو رددناهم إلى الدنيا ، وبه قال مجاهد ، وذكر النقاش وجها آخر ، وهو أنهم لا يؤمنون لتكذيب من قبلهم ، فهم يجرون على سنن واحد تقليدا ، فالواوان الأولان للآخرين والثالثة للقدماء . { كذلكَ } أى كالطبع المدلول عليه بنفى الإيمان ، أو كالطبع المذكور قبل { يَطْبعُ اللهُ علَى قُلوب الكافِرينَ } مطلقا فلا تلين خشونتهم ، وقيل المراد بالكافرين كفار هذه الأمة .