Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 103-104)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثمَّ بعثْنا مِنْ بَعْدِهم } أى من بعد الرسل أو الأمم { مُوسى بآياتِنَا } معجزاتنا كاليد والعصى والعقل ، يجيز الرسالة بلا معجزة ، وكون الرسول ملكا ولم يكن ذلك ، وسمى البرهان آية لأنه علامة تدل على الله ، ومعجزة لأنه يعجز من ليس برسول أن يأتى به ، وتكون من نوع قدرة البشر ، ويعجزون عنها كتمنى الموت المذكور فى { فتمنوا الموت إن كنتم صادقين } وخارجة عن قدرتهم كاليد والعصا وإحياء الموتى ، وكلام الشجر والجماد ، ونبع الماء من بين الأصابع ، والله قادر أن يخلق الإيمان فى قلوب عباده بلا واسطة ، ولكن أرسل رسلا لئلا يكون بعدهم حجة لمن يدعيها ، والتحدى الدعاء إلى الدين ببرهان معجز ، فقد تحدى باليد ، وتحدى بالعصا ، وقيل التحدى الدعاء إليه بعد العجز عن معارضة المعجزة ، فقد تحدى بالعصا ، وقيل الدعاء إلى الإتيان بمثل المعجزة . { إلَى فِرْعَونَ } نهته أمه عن القمار فقال لها دعيني فإنى فرعون نفسى ، يعنى مهلكها ومتمرد عليها ، فسمى بذلك تلقيبا ، ويكنى أبا العباس ، واسمه الوليد بن مصعب بن الريان بن أراسة بن بروان ابن عمرو بن قارون بن عملاق بن لاود بن سام بن نوح ، وقيل قابوس ابن مصعب ، وكان ملك القبط ، وقيل هو فرعون يوسف الصديق ، عمر نيفاً وأربعمائة سنة ، ومات حاجبه وهو العزيز قبل ذلك ، وقيل فرعون يوسف غير يوسف المذكور على خلاف فى قول موسى { ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات } كما يأتى إن شاء الله ، وأحب الأسماء إلى هذا الجبار لفظ فرعون ، وكان لقبا لكل من ملك مصر فى الكفر ، كنمرود فى يونان ، وقيصر فى الروم ، وكسرى فى فارس ، والنجاشى فى الحبشة ، ولزقين فى الأندلس ، والنعمان فى العرب ، وتبَّع فى اليمن ، وجالوت فى البربر ، وبلهوم فى الهند . { ومَلَئِهِ } أشراف قومه { فَظَلموا بها } أى ظلموا أنفسهم ، ومن أرسل إليهم بسببها أو كذبوا بها ، وكذبوا من أتى بها ، وأوعدوا من آمن بها ، وقيل وضع ظلموا موضع جحدوا وكفروا ، فعدى بالباء ، وذلك أنهم كفروا بها مكان الإيمان الذى هو من حقها لوضوحها ، فقد نقصوا حقها فذلك ظلم لها تضعه الكفر بها ، كقوله قد قتل الله زياداً أعنى حيث أنزل قتل منزلة صرف . { فانْظُر } يا محمد { كيفَ كانَ عاقبةُ } آخر أمر { المفْسِدينَ * وقالَ مُوسَى يا فِرعَون إنِّى رسولٌ مِنْ ربِّ العَالمينَ } إليك إلى قومك ، وقيل أرسل إليهم فى شأن بنى إسرائيل ليرسلهم ، وأنه رسول إلى بنى إسرائيل فقط .