Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 10-10)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولَقَد مَكنَّاكُم فى الأرْض } جعلنا لكم فيها مكانا وملكناكم إياها ، وأسكناكم فيها ، وأقدرناكم على زرعها ، والتصرف فيها ، والخطاب للناس ، وأن المعنى جعلناكم خلائف عمن قبلكم ، وعن الحسن إنه للمشركين . { وجَعَلنا لَكُم فِيها مَعايِشَ } بالياء فى الرواية المشهورة عن نافع كما قال المرادى ، ولم تقلب همزة مع أنها فى المفرد وهو معيشة مد ثالث ، لأنها غير زائدة ، بل عين الكلمة الأصل معيشة بسكون العين وكسر الياء ، نقل كسرها لثقله عليها إلى العين فهى فى الحقيقة متحركة ، فهى غير مد أيضا بالنظر للأصل ، فلا تقلب . وروى عن نافع وابن عامر والأعرج معائش بالهمزة وهو شاذ تشبيها بنحو قليدة وقلائد ، مما المد الثالث فيه زائد ، والذى روى ذلك عن نافع خارجة ، وهو من رواة نافع ، وروى عنه ورش معائش بإسكان الياء ، وأجاز سيبويه فى معيشة أن يكون أصله ما مر ، وأن يكون أصله معيشة بإسكان العين وضم الياء حذف ضمها لثقله ، وكسرت العين فهى أيضا متحركة فى الأصل ، وغير مد . وعن الفراء الأصل معيشة بإسكان العين وفتح الياء ، حذف الفتح وكسرت العين ، ويرده أنه لا تخفيف فى هذا فيرتكب ، وأنه لو كان كذلك لقيل معاشة كمهابة ، كما قيل فى الواوى مخافة ومقالة بنقل فتح حرف العلة لما قبله وقلبه ألفا ، والمعيشة مصدر ميمى بمعنى العيش ، أى الحياة ، ولا تكون حياة الآدمى إلا بالطعام والشراب وغيرهما من المنافع ، وفقد المضار المؤذية المهلكة ، ويجوز أن ينقل عن ذلك المعنى ، ويراد به ما يعاش به من المطاعم والمشارب وغيرهما ، أو ما يتوصل به إلى ذلك كالمكاسب والزراعات والصنايع ، هذه الآية لتكثير الرزق يكتب يوم الجمعة بعد فراغ الناس من صلاتها وتجعل فى البيت والحانوت أو مكان يسكن يكثر رزقه . { قليلاً ما تشْكُرونَ } فيه ما مر فى قليلا ما تذكرون ، والقلة على ظاهرها ، فإنه قد يصدر التذكر والشكر ، ولو من منافق ومشرك مثبت لله ، فإن من الشكر ذكر النعمة ، وأنها من الله تعظيما له تعالى ، ولو كان لا ينفعهما ، وإن قلنا الخطاب للناس فغير خفى أن الشاكرين قليل ، فالشكر قليل ، ولك أن تقول القلة بمعنى النفى ، وأن الخطاب للمشركين والمنافقين ، وأن الشكر المنفى والشكر التام وهو استعمال القلب والجوارح فى الطاعة وصرفها عن المعصية .