Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 166-166)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فلمَّا عَتوْا } أفسدوا وعصوا ، وعداه بعن لأنه خروج عن الحد وتكبر عنه { عَنْ ما نهُوا عنْهُ } من ترك الصيد فى يوم السبت { قُلْنا لَهم كُونوا قِردةً خَاسِئينَ } مبعدين عن الخير ، وخاسئين خبر ثان أو حال من الواو أو نعت قردة ، وضعفه أبو الفتح قيل لأن القصد ليس التشبيه بقردة مبعدات ، فالعذاب البئيس هو المسخ ، فالفاء لتفصيل مجمل ، أو العذاب البئيس عذاب أصابهم ولم ينتهوا ، وجاء بعده المسخ كذا ظهر لى ، ثم رأيته والحمد لله فى الكشاف لكنه اختار الاحتمال الثانى ، حكى الأول قولا . وروى ابن الكلبى أنهم كانوا فى زمان داود عليه السلام ، ولعنهم بعد ما نهاهم أشد النهى ، فأجاب الله دعاءه فمسخهم قردة ، ومعنى قوله { قلنا لهم كونوا قردة } قضينا عليهم بذلك فكانوا ، أو خلق كلمة كن فكانوا عقبها قردة ، أصبح الناهون ذات يوم ولم يخرج من المعتدين أحد بعد ارتفاع النهار فقالوا إن لهم شأنا ، لعل الخمر غلبتهم فعلوا الجدار فنظروا فإذا هم قردة تتعاوى ، ففتحوا الباب ودخلوا عليهم ، فعرفت القردة أنسابها والناس لا يعرفه منها ، وقيل كل يعرف الآخر فتأتى تشمهم وتتمسح بثيابهم ويبكون ، يفعلون ذلك بأنسابهم فيقولون ألم ننهكم فيقول برءوسها بلا ، وقال ابن عباس ، وقتادة مسخ الشاب قردا والشيخ خنزيرا ، وكذا ما فوق الشاب ، وروى أن مسخهم كان بعد المعصية فى صيد البحر بعامين ، وبقوا ثلاثة أيام ينظر الناس إليهم وهلكوا جميعا . وقال الزجاج قال قوم يجوز أن تكون هذه القردة من نسلهم ، وأجازوا بقاء الممسوخ أكثر من ثلاثة ايام متعلقين بقوله صلى الله عليه وسلم " إن أمة فقدت ولا أراها إلا الفأر " قال الحسن أكلوا والله أوخم أكلة أكلها أهلها وأثقلها خزيا فى الدنيا ، وأطولها عذابا فى الآخرة ، وايم الله ما حوت ، أخذه قوم فأكلوه أعظم عند الله من قتل مسلم ، ولكن الله جعل موعدا والساعة أدهى وأمر . وزعم مجاهد أنه مسخت قلوبهم لا ابدانهم وذكر فى عرائس القرآن أنه سئل الحسن بن فضيل هل تجد فى كتاب الله الحلال لا يأتيك إلا قوتا ، والحرام يأتيك جرفا أو جزافا ؟ قال نعم فى قصة داود وآياته { إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم } وأن الحوت لم يطق الخروج من الحياض التى حفروها لعمقها وقلة الماء ، وأنه قيل كانوا ينصبون الحبال يوم الجمعة ويخرجونها يوم الأحد ، وأنهم مغرمون بحب الحوت ، وأن أهل القرية كانوا أكثر من سبعين ألفا ، وأن المعتدين قالوا إنما حرم الصيد يوم السبت على آبائنا لأنهم قتلوا أنبياءهم ، وإن الناهين والساكتين قالوا والله لا نساكنكم ، فقسموا القرية بجدار ، ومكثوا سنتين ، فلعنهم داود عليه السلام لإصرارهم ، وأن الممسوخين برزوا من المدينة وهاموا على وجوههم متحيرين ، وهلكوا لما تمت ثلاثة ايام ، وبعث الله عليهم ريحا ومطرا فقذنفاهم فى البحر ، ويعودون يوم القيامة إلى صورهم البشرية ويدخلون النار .