Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 35-35)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يا بَنِى آدمَ } خطاب لجميع الأمم { إمَّا يأتينَّكم } إن الشرطية مدغمة النون فى ميم ما المزيدة للتأكيد ، ولزيادتها صح تأكيد فعل الشرطة بالنون ، وقرأ أبى والأعرج تأتينكم بالتاء الفوقية { رسُلٌ منكُم } جنسكم ، والرسول إذا كان من جنس الأمة كان أقطع لعذرهم وأثبت للحجة عليهم ، لأنهم يعرفونه ويعرفون أحواله ، فإذا جاء بما لا يقدر عليه البشر كان معجزة له وحجة ، وعبر بإن الشرطية الدالة بحسب الوضع على الشك ، تعالى الله عنه ، للتنبيه على أن إتيان الرسل أمر جائز لا واجب ، فقد قامت حجة توحيد الله ولو لم يكن رسول ولا كتاب ، والرسل والكتب أكدت ذلك وقررته ، وزادت أحكاما وتفصيلا . وقال جمهور أصحابنا حجة الله على عباده الكتب والرسل بقطع عذرهم من حيث التوحيد ، ولو لم يصلوهم ، وذلك مقول لقول محذوف ، أى قال الله يا بنى آدم إما الخ ، وإنما قال ذلك حين أخرجهم كالذر من آدم عليه السلام ، هذا ما ظهر لى فى توجيه الآية ، ثم رأيت الطبرى أسند إلى يسار السلمى أن الله سبحانه جعل ذرية آدم فى كفة مع آدم فقال { يا بنى آدم إما يأتينكم } الخ ، ونظر إلى الرسل فقال { يا أيها الرسل كلوا } إلى { فاتقون } أو قال ذلك فى أول كتاب أنزل ، أو بالوحى إلى آدم وعليهما ، فآدم غير داخل بنص الآية ، بل بالفهم والقياس ، وقد قيل المراد الرسل ، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، والخطاب لبنى آدم كلهم ، فإنه رسول إليهم ، لوجوب أن يؤمنوا به كلهم ، أو للأمة ، وجمع تعظيما ، والأول أصح ، ويجوز أن يكون المعنى أتتكم رسل منكم ، فالمضارع مستعمل فى موضع الماضى ، ووجه التعبير بذلك التقدير والتوكيد ، كأنه قيل إن صح عندكم مجىء الرسل ، ولا بد أن يقولوا صح مجيئها ولو أنكروا باللسان ، أو غلبت عليهم المكابرة كما تقول لمن لا يبالى بالإنجاس إن كان الدم نجساً فاغسله من ثوبك ، كأنه قلت هل هو نجس ، فلا بد أن يقول نجس فيلزم نفسه غسله للصلاة . { يقُصُّون عليْكم آياتى } يقرءون عليكم كتبى وأحكامى وشرائعى ، ومن قرأ تأتينكم بالتاء فقد راعى هناك لفظ الجماعة ، وهنا معناها ، والجملة نعت آخر لرسل ، والأول منكم أو حال ، وإن علقنا منكم بيأتى فهذه الجملة نعت . { فَمن } شرطية أو موصولة قرن خبرها بالفاء تشبيها بالشرطية { اتَّقى } حذر الشرك { وأصْلح } أتى بالعمل الصالح مجتنبا للمعصية { فلا خوفٌ عَليْهم } حين يخاف غيرهم يوم القيامة وحين الموت { ولا هُم يحْزنُون } على ما فاتهم من الدنيا ، أو لا صيبهم ما يحزنون . والجملة من أدوات الشرط والجواب والشرط ، أو من المبتدأ والخبر جواب إن الشرطية ، وقرأ ابن محيصن فلا خوف بالرفع بدون تنوين ، فقيل تشبيها باسم لا النافية للجنس العاملة عمل إن ، فإن اسمها المفرد لا ينون ، أو حذف لكثرة الاستعمال ، أو لتقدير أل ، أى فلا الخوف ، ومضاف إليه أى لا خوف شىء ، وعبارة بعضهم بنى اسم لا العاملة عمل ليس حملا على العاملة عمل إن ، وفيه أن الأولى أن تجعل مهملة لقلة إعمالها عمل ليس حتى خصه بعض بالضرورة ، ولقلة ثبوت خبرها ، وقرأ يعقوب بفتح فاء خوف وضم هاء عليهم ، ووجهها أنها عاملة عمل إن ، فالفتح إما بناء على أن اسمها مفرد وأعرب على أنه مضاف لمحذوف مقدر اللفظ والبناء أولى .