Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 48-48)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ونَادَى أصْحابُ الأعْرافِ رجالاً } من أهل الظلم والشرك رؤساء { يعْرفُونهم بسِيماهُم } أى يعرفون أنهم من أهل النار بسماهم من سواد وجه ، وزرقة عين ، فالياء متعلقة بيعرفون ، وكما عرفوهم من أهل النار بالسيماء قد عرفوهم بأعيانهم أنهم فلان وفلان وفلان الذين كانوا فى الدنيا رؤساء لقوله { قالُوا } أى أصحاب الأعراف { ما أغْنى عَنْكم جَمْعكُم } ما جمعتم من جنود وأموال وخدم ، وما استفهامية إنكارية مفعول لأغنى ، أى أى شىء جمعكم مفعول مطلق ، أى أى إغناء أغنى جمعكم ، أو نافية ، والمفعول محذوف ، أى لم يغن عنكم جمعكم شيئا ، ورجح بعضهم الأول . { وما كُنْتم } { تَسْتكبرونَ } عن الحق ، أو على الخلق ، وقرىء تستكثرون من الكثرة ، أو المعنى يعرفونهم بأعيانهم فلان وفلان وفلان ، الذين كانوا فى الدنيا رؤساء مشركين ، وفيهم سيماء يضافون إليها تدل أنهم من أهل النار ، فالباء متعلق بمحذوف حال من مفعول يعرفون ، أو يعرفونهم فى أعيانهم بعلاماتهم التى يعرفونهم بها فى الدنيا ولو عظمت الأجساد ، وتغيرت الوجوه والعيون ، فتعلق الباء بيعرف أو يعرفونهم رؤساء شرك بعلامات تدل على ذلك ، ولو لم يعرفوهم أنهم فلان وفلان متعلق بيعرف أيضا . وهذه الأوجه صالحة مع كون أهل الأعراف بشرا ، ومع كونهم ملائكة ، والمشهور أنهم يعرفون أعيانهم ، قال الكلبى ينادونهم يا وليد بن المغيرة يا أبا جهل بن هشام ، يا فلان ، يا فلان فينظرون من النار إلى الجنة وبينهما الأعراف ، فيرون فيها من استضعفوه من المسلمين كعمار وسليمان وصهيب وحباب وبلال .