Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 20-20)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يا أيُّها الذين آمنوا أطيعُوا اللهَ ورسُولَه } فى أمر الجهاد وغيره ، والخطاب للمؤمنين عند الجمهور ، وقيل للمنافقين ، أما على النفاق بالعمل فلا إشكال ، وأما على النفاق بأسرار الشرك أى آمنوا بالألسن فضعيف بعيد لا دليل عليه ، وقيل الخطاب لبنى إسرائيل المعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا دليل عليه . { ولاَ توَلَّوا } الأصل تتولوا حذفت تاء الماضى أو تاء المضارع على ما بسطت فى النحو ، وقرئ بإثباتهما معا لكن بإدغام الأولى فى الثانية اعتمادا على لا ، فلا يقرأ بذلك إذا وقف على لا { عنْهُ } عن الرسول ، ولم يقل عنهما ، لأن المراد أطيعوا رسول الله ولا تولوا عنه ، وإنما ذكر طاعة الله توطئة لطاعة الرسول ، وتنبيها على أن طاعته فى طاعة رسوله كما قال { ومن يطع الرسول فقد أطاع الله } فرجوع الضمير إلى أحدهما كرجوعه إليهما ، كقولك الإحسان والإجمال لا ينفع فى زيد ، ومثل له ابن هشام بقوله @ وما سلوتك لكن زادنى شغفا لعجز وصد تمادى لا إلى أمد @@ وزعم بعضهم أن الإفراد هنا وجهه أن التولى إنما يصبح فى حقه لا فى حق الله ، وليس كذلك ، لأنه ليس المراد بالتولى الإدبار بالبدن ، بل عدم امتثال الأمر ، وهذا يصح فى حق الله ، وفى حق الرسول ، وقيل الهاء فى عنه للجهاد أو للأمر المدلول عليه بالطاعة ، فإنه لا يطلق على الفعل أنه طاعة إلا إن أمر به . { وأنتُم تَسْمعونَ } القرآن والمواعظ ، وتفهمونهما ، وتصدقون بهما ، فالسماع سماع تدبر وتفهم .