Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 31-31)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وإذا تُتْلى عَليْهم آياتُنا قالُوا قَدْ سَمعْنا لو نَشاءُ لقلْنا مِثْل هذَا } من عندنا أو مما نجده مكتوبا ، وذلك كذب على كل حال ليست فصاحة القرآن ، وما يتضمنه فى قوتهم وملكتهم ، ولا فى ما يجدونه مكتوبا ، وإلا فما منعهم من أن يشاءوا القول فيقولوا ، وقد حدَّهم وفرعهم بالعجز ، فى غاية من العناد والمكابرة ، وحب الغلبة . وعن الكلبى ، والسدى ، وابن جريج ، وابن جبير أن قائل ذلك النظر بن الحارث ، أو القول إليهم لأنه فيهم ولرضاهم بقوله ولأنه رئيسهم وقاضيهم وموسوم بالفهم فيهم ، وسكون إلى قوله حتى إذا قال شيئا قاله كثيرا ، ولأنهم قالوا مثل ما قال ، وكان كثير السفر إلى الحيرة وفارس ، ويسمع القصص من الرهبان والعجم ، ويشترى كتبهم ويمر باليهود والنصارى فيراهم يقرءون ويركعون ، ويسجدون ويبكون ، وسمع من الأخبار رستم وأسفندياد فقال ذلك . وقيل " لما رجع من سفرة من أسفاره إلى تلك البلاد ، وجد النبى صلى الله عليه وسلم يقرأ ويركع ويسجد ويبكى ، كما رأى هؤلاء فقال ذلك ، وقد اشترى نسخة من حديث رستم وأسفندياد ، وهو من بنى عبد الدار ، وقد قتل صبرا بالصفراء عند الانصراف من بدر فى موضع يقال له الأثيل ، وكان الذى أسره المقداد فلما أمر صلى الله عليه وسلم بقتله قال المقداد هو أسيرى يا رسول الله ، فقال صلى الله عليه وسلم " إنه كان يقول فى كتاب الله ما قد علمتم " ثم اعاد الأمر بقتله ، فأعاد المقداد قوله ، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم أغنى المقداد من فضلك " فقال المقداد هذا الذى أردت فضربت عنقه " . وقتل أيضا صبرا عقبة بن أبى معيط ، وما رواه الطبرى ، والخازن ، عن ابن جبير من أنه قتل يومئذ صبرا الثالث أيضا وهو المطعم بن عدى غير صحيح ، لأنه مات قبل بدر ، وقال صلى الله عليه وسلم " لو كان المطعم حيا وكلمنى فى هؤلاء - أشار إلى أسارى بدر - لتركتهم له " . { إنْ هَذا إلا أساطِيرُ الأوَّلِينَ } ما سطره الأولون من الأخبار واقصص ، وأل فى الأساطير للحقيقة لأنه لم يرد أن ذلك مجموع أساطيرهم ، بل أراد أنه بعضها ، والأساطير جمع أسطورة بمعنى مسطورة ، أو جمع إسطار لا جمع أسطر كما زعم بعضهم ، وإلا قيل أساطر بدون ياء لأنه ليس فى أسطر ياء ولا مدة تقلب ياء فى الجمع ولما قال { إن هذا إلا أساطير الأولين } قال له عثمان بن مظعون رضى الله عنه اتق الله يا نظر ، فإن محمدا يقول الحق ، قال النظر وأنا أقول الحق ، قال عثمان فإنه يقول لا إله إلا الله ، فقال النظر وأنا أقول لا إله إلا الله ، ولكن هذه بنات الله عندنا ، يعنى اللات والعزة ، ومناة ، قيل وغيرهن . قيل فأنزل الله { قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين } فقال النظر ألا ترون أنه قد صدقنى أن للرحمن ولدا ، فقال الوليد ابن المغيرة لا والله ما صدقك ، ولكن قال { إن كان } منكرا لقولك فصفق لها النظر وغضب ، وقال ما حكى الله عنه فى قوله { وإن قَالُوا … }