Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 37-37)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ليميزَ اللهُ } وقرأ حمزة ، والكسائى ، ويعقوب ، وقتادة ، وطلحة بن مصرف ، والأعمش ، والحسن بضم الياء ، الألى وفتح الميم وكسر الياء الثانية مشددة ، وهو أبلغ { الخَبيثَ } الكافر { مِنَ الطَّيِّب } المؤمن ، قاله ابن عباس ، والسدى ، وقيل الخببيث العمل الفاسد ، والطيب العمل الصالح ، واللام على القولين متعلقة بيحشرون أو يغلبون ، فإن التمييز يكون بإلقاء الكافرين فى النار ، وجزاؤهم على كفرهم ، وبغلبتهم ، وقال ابن سلام والزجاج الخبيث ما أنفقه المشركون فى عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والطيب ما أنفقه المسلمون فى سبيل الله ، فتعلق اللازم بتكون وإن علقت بيتقون كانت للصيرورة . { ويجْعَل } الفريق { الخَبيثَ بعضُه عَلى بعضٍ فيرْكُمهُ } يجمعه ويضمه { جَميعاً فيجْعَلهُ فى جَهنَّم } أو يجعل المال الخبيث المنفق فى عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضه على بعض ، ويجمعه ويضمه ، ويجعله فى جهنم يعذب به منفقوه ، قال صلى الله عليه وسلم " يخرج يوم القيامة من الأموال ما كان صدقة أو قربة ، ثم يؤمر بغير ذلك فيلقى فى النار " قال الحسن إن الكفار يعذبون بذلك المال ، أو يجعل الخبيث من الناس والمال بعضه على بعض ، بأن يضم على كل كافر ما أنفق فى العداوة ليزيد به عذابه ، ومن قال الخبيث العمل الفاسد ، والطيب العمل الصالح قال معنى جعل الخبيث بعضه على بعض وركمه جزاء الكفار بأعماله وقربه بوبالها . { أولئكَ هُم الخَاسِرونَ } يعنى الذين كفروا ، أو الذين أنفقوا ، أو الخبيث لأنه مقدر بالفريق الخبيث ، والمصدق واحد ، والعبارة عبارة حصر ، كأنه لكمال خسرانهم لا خسران إلا خسرانهم أنفقوا أموالهم ولم ينفعهم إنفاقها ، إذ كانوا مغلوبين ، وعوقبوا بالعذاب الدائم .