Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 61-61)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإنْ جَنحُوا } مالوا ، أو يتعدى بإلى ، وإذا وصل بلام فهى بمعنى إلى كما فى الآية وقيل يتعدى بإلى وباللام ، وسمى جناح الطائر جناحا لأنه يميل ، أو لأنه جانب { للسَّلْم } الصلح ، وقرأ أبو بكر بكسر السين { فاجْنَح } مل ، وقرأ الأشهب العقيلى بضم النون ، وهو لغة قيس ، قال أبو الفتح الضم القياس ، لأن الثلاثى المفتوح العين اللازم ضم عين مضارعة أقيس كقعد يقعد ، وهو أولى من جلس يجلس بالكسر ، وأما الفتح فى قراءة الجمهور فلحرف الحلق { لَها } للسَّلم وهو يذكر ويؤنث ، وقال أبو حاتم هو مذكر ، فإنما يؤنث حملا على ضده وهو الحرب ، أو لمعنى المسالمة والهدنة ، وقيل هو مؤنث كالحرب ، والآية محكمة بمعنى أنهم إذا أرادوا السلم فعاهدهم بحسب المصلحة إن رأيتها ، وإلا فلا ، وقال بعضهم ليس للإمام أن يهادنهم سنة كاملة إن كانت فيه قوة ، وإن كانت القوة للمشركين جاز أن يهادنهم عشر سنين لا أكثر كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأهل مكة عشر سنين ، ثم نقضوا العهد قبل انقضاء المدة . وقال ابن زيد ، وعكرمة ، وقتادة ، والحسن منسوخة بآية القتال فى براءة ، على أن الضمير فى جنحوا للكفار مطلقا ، وقيل لأهل الكتاب قريظة لاتصال الآية بقصتهم وقال الطبرى هذه الآية فى من تجوز مصالحته ، والتى فى براءة فى عبدة الأوثان فلا نسخ فى ذلك ، وعن ابن عباس منسوخة لقوله { فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون } وهذا بعيد عن ابن عباس فيما قيل ، والمشهور عنه أنها منسوخة بآية براءة { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } وقال مجاهد نسخت بقوله { فاقتلوا المشركين } والحق أن الآية محكمة فى أهل الكتاب أو فى العموم ، وأن السَّلم موقوف على مصلحة يراها الإمام . { وتَوكَّل عَلى اللهِ } فى السَّلم لا تخف خداعهم ، فإن الله يرد مكرهم عليهم { إنَّه هُو السَّميع } لأقوالهم { العَليمُ } بأفعالهم وما أضمروه .