Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 49-49)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ومنهمْ مَن يقُولُ ائْذنْ لى } فى القعود عن الغزوة هذه الياء هى فاء الكلمة ، وهى الهمزة فى أذن أبدلت ياء لسكونها بعد كسرة همزة الوصل ، وإذا وصل الكلام بالياء ولم يوقف عليه سكنت حيا ولو لم نضبط بالإسكان فى مصاحف المغاربة ، فإنهم تركوها على حالها بحين الابتداء لهمزة الوصل ، وفى مصاحف المشارقة همزة ساكنة بعد همزة الوصل بزوال القلب بزوال كسرة همزة الوصل بالوصل . { ولا تَفْتنِّى } بعدم الإذن ، فإنى تخلفت عنك بغير إذنك ، وقعت فى الفتنة وهى الإثم بمخالفتك ، وهذا منه ، لعنه الله ، إشعار بأنه متخلف ولو لم يأذن له ، كأنه قال لا تصعب على حتى أحتاج إلى مواقعة معصيتك ، وهذا تأويل حسن واقف مع اللفظ . وقيل لا تفتنى بنساء الروم ، وبه تظاهرت الروايات ، عن الجد ابن قيس ، لعنه الله ، أنه قائل ذلك ، وشذ من قال إنه عبد الله بن أبىّ ، " وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرض الناس على غزو الروم ، وقال للجد بن قيس " هل لك العام فى جلاد بنى الأصفر ؟ " فقال له وللناس " اغزوا تغنموا الأصفر " فقال له الجد بن قيس إيذن لى فى التخلف ولا تفتنى بذكر بنات الأصفر ، فقد علم قومى أنى لا أتمالك عن النساء إذا رأيتهن " وقيل " قال له " هل لك فى جلاد بنى الأصفر - يعنى الروم تتخذ منهم سرارى ووصائف ؟ " فقال لقد عرف قومى " ، وروى " قد عرفت الأنصار أنى مولع بالنساء ، ولا أصبر عن بنات الأصفر إن رأيتهن ، فلا تفتنى بهن " . قال ابن عباس قال لكنى أعينك بمالى فاتركنى ، قال العباس لم تكن له علة إلا النفاق ، وأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال قد أذنت لك ، وقيل الفتنة ضياع ماله وعياله ، يزعم أنه كافل لهم بعده إن خرج ، والأصفر هو الروم بن عيص بن إسحاق ، كان أصفر اللون ، وذكر النقاش ، والمهدوى أن الأصفر حبشى ووقع ببلاد الروم ، فتزوج وأنسل بنات لهن جمال ، وهذا ضعيف ، وقرأ عيسى بن عمرو بضم التاء الأولى وهى لغة تميم يقولون أفتنه بفتنة . { ألاَ فى الفِتْنةِ سَقَطُوا } أى انتبهوا أيها الناس ، وحققوا أنهم وقعوا وقوعا متمكنا فى الفتنة الكاملة بتخلفهم ، وظهور إنفاقهم ، وفساد ما بينكم وبينهم ، وفى مصحف أبى سقط بفتح الطاء وإسقاط الواو إرجاعا للضمير إلى القائل ، وقال جار الله مراعاة للفظ من ، وأن المعنى على الجماعة وإنما يصح هذا لو كان القائل متعددا بخلاف قراءة الواو فإنها إخبار عن المتخلفين بلا عذر جميعا ، اللهم إلا إن قال قائل إن ذلك كالجماعة إذ كان رئيسا يتبعه قومه فى التخلف . { وإنَّ جَهنَّم لمحيطَةٌ } يوم القيامة أو من الآن فإنهم فى أسبابها ، فكأنهم فيها { بالكَافِرِينَ } المنافقين والمشركين لا يشذ عنها واحد .