Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 52-52)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ هَل تربَّصُون } تنظرون { بِنَا } الأصل تتربصون ، حذفت إحدى التائين والخطاب للمنافقين { إلا إحْدَى الحُسْنَييْنِ } تثنية الحسنى بالضم والقصر أى إلا إحدى العاقبتين الحسنيين ، إحداهما النصر وتترتب عليه الغنيمة ونحوها ، والأخرى الموت على الشهادة ، وتترتب عليها المغفرة والثواب ، وفى الحديث القدسى " من خرج جهادا فى سبيلى وإيمانا بى وتصديقا برسلى فإما أن يموت فأدخله الجنة ، وإما أن أرجعه إلى منزله نائلا ما نال من أجر أو غنيمة " وأفضل الحسنيين الموت على الشهادة . وإن قلت كيف يتربص المنافقون إن ينصر المؤمنون ؟ قلت سمى مراقبتهم بالمؤمنين على وجه الشر تربصا ، وإذا كانت عاقبة مراقبتهم نصر المؤمنين فكأنهم كلما تربصوا بهم تم نصرهم ، وهذا على طريق لام الصيرورة ، أو سمى ذلك تربصا تغليبا لتربص الحسنى الأخرى وهى الموت ، أو المراد بإحداهما خصوص الموت ، أو مشاكله لقوله { ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله } الخ هذا ما ظهر لى والحمد لله فى توجيه ذلك ، ولم أر أحدا تكلم عليه ، وقرأ ابن محيصن بوصل همزة إحدى ، قيل وهى لغة شاذة ، قلت لعل ابن محيصن لم يمكن صوته فى الهمزة بل اختلس وأسرع مع ما فيها من الخفاء فحسب السامع أنه وصلها . { بعَذابٍ مِنْ عِنْده } بقارعة من السماء كما جرى على عاد وثمود ، أو خسف من الأرض ، أو مصيبة من المصائب قيل ، ويحتمل أن يكون توعدا بعذاب الآخرة . { أو بأيْدِينَا } أى أو يصيبكم بأيدينا ، بأن نقتلكم ونأسركم ، وهذا أولى من قول القاضى ، أو بعذاب بأيدينا بسلامته من الحبس { فتربَّصُوا } عاقبتنا أمر تهديد { إنَّا معَكُم متربِّصُونَ } عاقبتكم ، ولفظ مع لإشراك الكل فى التربص ، ولو اختلف التربصان .