Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 97-97)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الأعْرابُ } عرب البادية ، والعرب يطلق أيضا على من سكن القرى والمدن ، ممن نسبته عربية ، وكلامه عربى ، فهو أعم من الأعراب بالعموم المطلق ، وقيل العرب من سكن الحاضرة فقط ، فبينهما مباينة ، وكلاهما اسم جمع ، والمفرد عربى وأعرابى ، وليس الأعراب جمع للعرب كما قيل ، وذكر بعض شيوخ ابن قاسم أن العرب خلاف العجم ، سكنوا البادية أو القرى ، والأعراب سكان البادية ، تكلموا بالعربية أولا فيهما عموم وخصوص من وجه ، قال ابن قاسم إن أريد بالعجم عجم النسب توقف العموم من وجه ، على أن يراد بسكان البوادى من يشمل عجم النسب ، وإن أريد عجم اللسان أو أعم من عجم النسب واللسان لم يتوقف على ذلك ، وقال الغزى فى حاشية مطول السعد الأعجمى منسوب إلى الأعجم ، وهو الذى لا يفصح وإن كان من العرب ، والعربى خلافه ، وعليه فليس بين الأعراب والعرب عموم وخصوص من وجه ، ويجمع الأعراب على أعاريب . { أشدُّ كُفْراً } شركاً { ونِفاقاً } من أهل الحضر لبعدهم عن مجالسة العلماء ، وسماع القرآن والسنة والوعظ ، ولذلك قست قلوبهم ، ونجم نفاقهم ، وأطلقوا ألسنتهم ، كان زيد بن صوحان يحدث أصحابه بالعلم ، وعنده أعرابى ، وقد أصيبت يده اليسرى يوم نهاوند ، فقال الأعرابى والله إن حديثك ليعجبنى ، وإن يدك لتريبنى ، فقال وما يريبك من يدى وهى اليسرى ؟ فقال الأعرابى والله ما أدرى اليمين تقطعون أم الشمال ؟ فقال زيد قال الله { الأعراب أشد كفرا ونفاقا } . { وأجْدرُ } أى أحق { أن لا يَعْلمُوا } يعرفوا { حُدودَ ما أنزلَ اللهُ على رسُولِه } الفرائض والسنن والأحكام ومعالم الشريعة ، وفى الحديث " الجفا والقسوة فى الفدادين " وهم الحمالون والرعيان والبقارون والحمارون والفلاحون وأصحاب الوبر والذين تعلوا أصواتهم فى حروثهم ومواشيهم { والله عليمٌ } بحال أهل الوبر والمدر { حَكيمٌ } فيما يصيب به المسىء والمحسن عقابا وثوابا ، وفى ما حد من الحدود .