Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 15-15)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فيه ثلاث مسائل : الأولىٰ قوله تعالىٰ : { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا } « تتلىٰ » تقرأ ، و { بَيِّنَاتٍ } نصب على الحال أي واضحات لا لبس فيها ولا إشكال . { قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } يعني لا يخافون يوم البعث والحساب ولا يرجون الثواب . قال قتادة : يعني مشركي أهل مكة . { ٱئْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَآ أَوْ بَدِّلْهُ } والفرق بين تبديله والإتيان بغيره أنّ تبديله لا يجوز أن يكون معه ، والإتيان بغيره قد يجوز أن يكون معه وفي قولهم ذلك ثلاثة أوجه : أحدها أنهم سألوه أن يحول الوعد وعيداً والوعيد وعداً ، والحلال حراماً والحرام حلالاً قاله ٱبن جرير الطبريّ . الثاني سألوه أن يسقط ما في القرآن من عيب آلهتهم وتسفيه أحلامهم قاله ٱبن عيسىٰ . الثالث أنهم سألوه إسقاط ما فيه من ذكر البعث والنشور قاله الزجاج . الثانية قوله تعالىٰ : { قُلْ مَا يَكُونُ لِيۤ } أي قل يا محمد ما كان لي . { أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِيۤ } ومن عندي ، كما ليس لي أن ألقاه بالردّ والتكذيب . { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىۤ إِلَيَّ } أي لا أتبع إلا ما أتلوه عليكم من وعد ووعيد ، وتحريم وتحليل ، وأمر ونهي . وقد يستدل بهذا من يمنع نسخ الكتاب بالسنة لأنه تعالىٰ قال : { قُلْ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِيۤ } وهذا فيه بعد فإن الآية وردت في طلب المشركين مثل القرآن نظماً ، ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم قادراً على ذلك ، ولم يسألوه تبديل الحكم دون اللفظ ولأن الذي يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كان وحياً لم يكن من تلقاء نفسه ، بل كان من عند الله تعالىٰ . الثالثة قوله تعالىٰ : { إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي } أي إن خالفت في تبديله وتغييره أو في ترك العمل به . { عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } يعني يوم القيامة .