Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 30-30)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { هُنَالِكَ } في موضع نصب على الظرف . { تَبْلُواْ } أي في ذلك الوقت . « تبلو » أي تذوق . وقال الكَلْبِيّ : تعلم . مجاهد : تختبر . { كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ } أي جزاء ما عملت وقدّمت . وقيل : تسلم ، أي تسلم ما عليها من الحقوق إلى أربابها بغير اختيارها . وقرأ حمزة والكسائيّ « تتلو » أي تقرأ كل نفس كتابها الذي كُتب عليها . وقيل : « تتلو » تتبع أي تتبع كل نفس ما قدّمت في الدنيا قاله السُّدِّي . ومنه قول الشاعر : @ إن المُرِيبَ يتبع المُرِيبَا كما رأيت الذِّيب يتلو الذِّيبا @@ قوله تعالى : { وَرُدُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ } بالخفض على البدل أو الصفة . ويجوز نصب الحق من ثلاث جهات يكون التقدير : وردوا حقاً ، ثم جيء بالألف واللام . ويجوز أن يكون التقدير : مولاهم حقاً لا ما يعبدون من دونه . والوجه الثالث أن يكون مدحاً أي أعني الحق . ويجوز أن يرفع « الحق » ، ويكون المعنى مولاهم الحق على الابتداء والخبر ، والقطع مما قبل لا ما يشركون من دونه . ووصف نفسه سبحانه بالحق لأن الحق منه كما وصف نفسه بالعدل لأن العدل منه أي كل عدل وحق فمن قِبله ، وقال ٱبن عباس : « مَوْلاَهُمُ بالْحَق » أي الذي يجازيهم بالحق . { وَضَلَّ عَنْهُمْ } أي بطل . { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } « يفترون » في موضع رفع وهو بمعنى المصدر ، أي افتراؤهم . فإن قيل : كيف قال « وردوا إلى الله مولاهم الحق » وقد أخبر بأن الكافرين لا مولى لهم . قيل : ليس بمولاهم في النصرة والمعونة ، وهو مولى لهم في الرزق وإدرار النعم .