Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 59-59)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً } . فيه مسألتان : الأولى قوله تعالى : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ } يخاطب كفار مكة . { مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ مِّن رِّزْقٍ } « ما » في موضع نصب « بأرأيتم » . وقال الزجاج : في موضع نصب بـ « أنزل » . « وَأَنْزَلَ » بمعنى خلق كما قال : { وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ } [ الزمر : 6 ] . { وَأَنزْلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ } . فيجوز أن يعبر عن الخلق بالإنزال لأن الذي في الأرض من الرزق إنما هو بما ينزل من السماء من المطر . { فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً } قال مجاهد : هو ما حكموا به من تحريم البَحِيرة والسائبة والوِصيلة والحام . وقال الضحاك : هو قول الله تعالى : { وَجَعَلُواْ للَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلْحَرْثِ وَٱلأَنْعَامِ نَصِيباً } [ الأنعام : 136 ] . { قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ } أي في التحليل والتحريم . { أَمْ عَلَى ٱللَّهِ } « أم » بمعنى بل . { تَفْتَرُونَ } هو قولهم إن الله أمرنا بها . الثانية استدلّ بهذه الآية من نفى القياس ، وهذا بعيد فإن القياس دليل الله تعالى ، فيكون التحليل والتحريم من الله تعالى عند وجود دِلالة نصبها الله تعالى على الحكم ، فإن خالف في كون القياس دليلاً لله تعالى فهو خروج عن هذا الغرض ورجوع إلى غيره .