Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 7-8)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالىٰ : { إَنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } « يرجون » يخافون ومنه قول الشاعر : @ إذا لسعتْه النحل لم يَرْجُ لَسْعَها وخالفها في بَيْت نُوبٍ عواسل @@ وقيل يرجون يطمعون ومنه قول الآخر : @ أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي وقومي تميمٌ والفلاةُ ورائيا @@ فالرجاء يكون بمعنىٰ الخوف والطمع أي لا يخافون عقاباً ولا يرجون ثواباً . وجعل لقاء العذاب والثواب لقاء لله تفخيماً لهما . وقيل : يجري اللقاء على ظاهره ، وهو الرؤية أي لا يطمعون في رؤيتنا . وقال بعض العلماء : لا يقع الرجاء بمعنى الخوف إلا مع الجَحْد كقوله تعالىٰ : { مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } [ نوح : 13 ] . وقال بعضهم : بل يقع بمعناه في كل موضع دلّ عليه المعنىٰ . قوله تعالىٰ : { وَرَضُواْ بِٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا } أي رَضُوا بها عوضاً من الآخرة فعملوا لها . { وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا } أي فرحوا بها وسكنوا إليها ، وأصل ٱطمأن طأمن طُمأنينة ، فقدّمت ميمه وزيدت نون وألف وصل ، ذكره الغَزْنوِيّ . { وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا } أي عن أدلتنا { غَافِلُونَ } لا يعتبرون ولا يتفكرون . { أُوْلَـٰئِكَ مَأْوَاهُمُ } أي مثواهم ومقامهم . { ٱلنَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } أي من الكفر والتكذيب .