Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 81-81)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَلَمَّآ أَلْقُواْ قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُمْ بِهِ ٱلسِّحْرُ } تكون « مَا » في موضع رفع بالابتداء ، والخبر « جِئتم بِهِ » والتقدير : أي شيء جِئْتُمْ به ، على التوبيخ والتصغير لما جاؤوا به من السحر . وقراءة أبي عمرو « آلِّحْرُ » على الاستفهام على إضمار مبتدأ والتقدير أهو السحر . ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف ، التقدير : السحر جئتم به . ولا تكون « ما » على قراءة من استفهم بمعنى الذي ، إذ لا خبر لها . وقرأ الباقون « السِّحْرُ » على الخبر ، ودليل هذه القراءة قراءة ابن مسعود : « مَا جِئْتُمْ بِهِ سِحْرٌ » . وقراءة أُبَيّ : « ما أتيتم به سحر » فـ « ما » بمعنى الذي ، و « جئتم به » الصلة ، وموضع « ما » رفع بالابتداء ، والسحر خبر الابتداء . ولا تكون « ما » إذا جعلتها بمعنى الذي نصباً لأن الصلة لا تعمل في الموصول . وأجاز الفراء نصب السحر بجئتم ، وتكون ما للشرط ، وجئتم في موضع جزم بما والفاء محذوفة التقدير : فإن الله سيبطله . ويجوز أن ينصب السحر على المصدر ، أي ما جئتم به سحراً ، ثم دخلت الألف واللام زائدتين ، فلا يحتاج على هذا التقدير إلى حذف الفاء . واختار هذا القول النحاس ، وقال : حذف الفاء في المجازاة لا يجيزه كثير من النحويين إلا في ضرورة الشعر كما قال : @ من يفعل الحسنات اللَّه يشكرها @@ بل ربما قال بعضهم : إنه لا يجوز ألبتة . وسمعت علي بن سليمان يقول : حدثني محمد بن يزيد قال حدثني المازنِيّ قال سمعت الأصمعيّ يقول : غيّر النحويون هذا البيت ، وإنما الرواية : @ من يفعل الخير فالرحمن يشكره @@ وسمعت عليّ بن سليمان يقول : حذف الفاء في المجازاة جائز . قال : والدليل على ذلك { وَمَآ أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } [ الشورى : 30 ] . « وما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم » قراءتان مشهورتان معروفتان . { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ ٱلْمُفْسِدِينَ } يعني السحر . قال ابن عباس : من أخذ مضجعه من الليل ثم تلا هذه الآية . { مَا جِئْتُمْ بِهِ ٱلسِّحْرُ إِنَّ ٱللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ ٱلْمُفْسِدِينَ } لم يضره كيد ساحر . ولا تكتب على مسحور إلا دفع الله عنه السحر .