Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 105, Ayat: 2-2)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ } أي في إبطال وتضييع لأنهم أرادوا أن يكيدوا قُريشاً بالقتل والسبي ، والبيت بالتخريب والهدم . فحُكِي عن عبد المطلب أنه بعث ابنه عبد الله على فرس له ، ينظر ما لَقُوا من تلك الطير ، فإذا القوم مُشَدَّخين جميعاً ، فرجع يركض فرسه ، كاشفاً عن فخذه ، فلما رأى ذلك أبوه قال : إن ابني هذا أفرس العرب . وما كشف عن فخذه إلا بشيراً أو نذيراً . فلما دنا من ناديهم بحيث يُسْمِعهم الصوت ، قالوا : ما وراءك ؟ قال : هلكوا جميعاً . فخرج عبد المطلب وأصحابه ، فأخذوا أموالهم . وكانت أموال بني عبد المطلب منها ، وبها تكاملت رياسة عبد المطلب لأنه احتمل ما شاء من صفراء وبيضاء ، ثم خرج أهل مكة بعده ونهبوا . وقيل : إن عبد المطلب حفر حفرتين فملأهما من الذهب والجوهر ، ثم قال لأبي مسعود الثقفيّ وكان خليلاً لعبد المطلب ـ : اختر أيهما شئت . ثم أصاب الناس من أموالهم حتى ضاقوا ذرعاً ، فقال عبد المطلب عند ذلك : @ أنتَ مَنَعْت الحُبْش والأفيالا وقد رَعَوْا بمكة الأجبالا وقد خشِينا منهمُ القتالا وكلَّ أمر لهم مِعضَالاَ شكراً وحمداً لك ذا الجلالا @@ قال ابن إسحاق : ولما ردّ الله الحَبَشة عن مكة عَظَّمت العرب قريشاً ، وقالوا : هم أهل الله ، قاتل الله عنهم ، وكفاهم مؤونة عدوّهم . وقال عبد الله بن عمرو بن مخزوم ، في قصة أصحاب الفيل : @ أنت الجليلُ ربَّنَا لم تدنِس أنت حبستَ الفِيل بالمُغَمِّسِ من بعد ما هَمَّ بشرٍّ مُبْلِس حبسته في هيئة المُكَرْكَسِ ومـا لـهـم مـن فـرج ومنـفـسِ @@ والمكركس : المنكوس المطروح .