Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 108, Ayat: 3-3)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي مبغِضك وهو العاص بن وائل . وكانت العرب تسمي من كان له بنون وبنات ، ثم مات البنون وبقي البنات : أبتر . فيقال : إن العاص وقف مع النبيّ صلى الله عليه وسلم يكلمه ، فقال له جمع من صناديد قريش : مع من كنت واقفاً ؟ فقال : مع ذلك الأبتر . وكان قد تُوُفِّي قبل ذلك عبد الله بن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان من خديجة فأنزل الله جل شأنه : { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلأَبْتَرُ } أي المقطوع ذِكره من خير الدنيا والآخرة . وذكر عكرمة عن ابن عباس قال : كان أهل الجاهلية إذا مات ابن الرجل قالوا : بُتِر فلان . فلما مات إبراهيم ابن النبيّ صلى الله عليه وسلم خرج أبو جهل إلى أصحابه فقال : بتِر محمد فأنزل الله جل ثناؤه : { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلأَبْتَرُ } يعني بذلك أبا جهل . وقال شمِر بن عطية : هو عقبة بن أبي مُعَيط . وقيل : إن قريشاً كانوا يقولون لمن مات ذكور ولده : قد بُتِر فلان . فلما مات لرسول الله صلى الله عليه وسلم ابنه القاسم بمكة ، وإبراهيم بالمدينة ، قالوا : بتِر محمد ، فليس له من يقوم بأمره من بعده فنزلت هذه الآية قاله السدّي وابن زيد . وقيل : إنه جواب لقريش حين قالوا لكعب بن الأشرف لما قدم مكة : نحن أصحاب السقاية والسَّدانة والحِجابة واللّواء ، وأنت سيد أهل المدينة ، فنحن خير أم هذا الصُّنَيْبِرُ الأُبَيْتِرُ من قومه ؟ قال كعب : بل أنتم خير فنزلت في كعب : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِٱلْجِبْتِ وَٱلطَّاغُوتِ } [ النساء : 51 ] … الآية . ونزلت في قريش : { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلأَبْتَرُ } قاله ابن عباس أيضاً وعكرمة . وقيل : إن الله عز وجل لما أوحى إلى رسوله ، ودعا قريشاً إلى الإيمان ، قالوا : انبتر منا محمد أي خالفنا وانقطع عنا . فأخبر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أنهم هم المبتورون قاله أيضاً عِكرمة وشَهْر بن حَوْشَب . قال أهل اللغة : الأبتر من الرجال : الذي لا ولد له ، ومن الدوابّ الذي لا ذنب له . وكل أمرٍ انقطع من الخير أثره ، فهو أبتر . والبَتْر : القطع . بَتَرْت الشيء بَتْراً : قطعته قبل الإتمام . والانبتار : الانقطاع . والباتر : السيف القاطع . والأَبْتر : المقطوع الذَّنَب . تقول منه : بُتِر بالكسر يُبْتَرُ بَتْراً . وفي الحديث : " ما هذه البُتَيراء " وخطب زياد خُطبته البتراء لأنه لم يحمد الله فيها ، ولم يصل على النبيّ صلى الله عليه وسلم . ابن السكيت : الأبتران : العَيْر والعَبْد قال سميا أبترين لقلة خيرهما . وقد أبتره الله : أي صيره أبتر . ويقال : رجل أُباتِرُ بضم الهمزة : الذي يقطع رحِمه . قال الشاعر : @ لَئِيمٌ نَزَتْ في أَنْفِهِ خُنْزُوانَةٌ على قَطعِ ذِي القُرْبَى أَحذُّ أُباتِرُ @@ والبُتْرية : فِرقة من الزيدية نسبوا إلى المغيرة بن سعد ، ولقبه الأبتر . وأمّا الصُّنبور فلفظ مشترك . قيل : هو النخلة تبقى منفردة ، ويدِق أسفلها ويتقشر يقال : صَنْبَرَ أسفلُ النخلة . وقيل : هو الرجل الفرد الذي لا ولد له ولا أخ . وقيل : هو مَثْعَب الحوضِ خاصّة حكاه أبو عبيد . وأنشد : @ مـا بـيـن صُـنْـبـورٍ إِلَـى الإزاءِ @@ والصُّنبور : قَصَبة تكون في الإداوة من حديد أو رصاص يشرب منها . حكى جميعه الجوهريّ رحمه الله . والله سبحانه وتعالى أعلم .