Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 74-76)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ٱلرَّوْعُ } أي الخوف يقال : ارتاع من كذا إذا خاف قال النابغة : @ فارتاعَ من صَوْتِ كَلاَّب فبات لهُ طوعَ الشَّوامِتِ من خوفٍ ومن صَرَدِ @@ { وَجَآءَتْهُ ٱلْبُشْرَىٰ } أي بإسحق ويعقوب . وقال قَتَادة : بشروه بأنهم إنما أتوا بالعذاب إلى قوم لوط ، وأنه لا يخاف . { يُجَادِلُنَا } أي يجادل رسلنا ، وأضافه إلى نفسه ، لأنهم نزلوا بأمره . وهذه المجادلة رواها حُميد بن هلال عن جُنْدب عن حُذَيفة وذلك أنهم لما قالوا : { إِنَّا مُهْلِكُوۤ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ } [ العنكبوت : 31 ] قال لهم : أرأيتم إن كان فيها خمسون من المسلمين أتهلكونهم ؟ قالوا : لا . قال : فأربعون ؟ قالوا : لا . قال : فثلاثون ؟ قالوا : لا قال : فعشرون ؟ قالوا : لا . قال : فإن كان فيها عشرة أو خمسة شك حميد قالوا : لا . قال قَتَادة : نحواً منه قال فقال يعني إبراهيم : قوم ليس فيهم عشرة من المسلمين لا خير فيهم . وقيل إن إبراهيم قال : أرأيتم إن كان فيها رجل مسلم أتهلكونها ؟ قالوا : لا . فقال إبراهيم عند ذلك : { إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُواْ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } [ العنكبوت : 32 ] . وقال عبد الرحمن بن سَمُرة : كانوا أربعمائة ألف . ٱبن جُريج . وكان في قرى قوم لوط أربعة آلاف ألف . ومذهب الأخفش والكسائيّ أنّ « يجادلنا » في موضع « جادلنا » . قال النحاس : لما كان جواب « لمّا » يجب أن يكون بالماضي جعل المستقبل مكانه كما أن الشرط يجب أن يكون بالمستقبل فجعل الماضي مكانه . وفيه جواب آخر أن يكون « يجادلنا » في موضع الحال أي أقبل يجادلنا وهذا قول الفرّاء . { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ } تقدّم في « براءة » معنى « لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ » . والمنيب الراجع يقال : أناب إذا رجع . وإبراهيم صلى الله عليه وسلم كان راجعاً إلى الله تعالى في أموره كلها . وقيل : الأوّاه المتأوّه أسفاً على ما قد فات قوم لوط من الإيمان . قوله تعالى : { يإِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَآ } أي دع عنك الجدال في قوم لوط . { إِنَّهُ قَدْ جَآءَ أَمْرُ رَبَّكَ } أي عذابه لهم . { وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ } أي نازل بهم . { عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ } أي غير مصروف عنهم ولا مدفوع .