Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 3-3)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ } ابتداء وخبر . { أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ } بمعنى المصدر ، والتقدير : قصصنا أحسن القَصَص . وأصل القَصَص تتبع الشيء ، ومنه قوله تعالى : { وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ } أي تتبعي أثره فالقاصّ يتبع الآثار فيخبر بها . والحسن يعود إلى القَصَص لا إلى القصّة . يقال : فلان حسن الاقتصاص للحديث أي جيّد السّياقة له . وقيل : القَصَص ليس مصدراً ، بل هو في معنى الاسم ، كما يقال : الله رجاؤنا ، أي مرجوّنا فالمعنى على هذا : نحن نخبرك بأحسن الأخبار . { بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } أي بوحينا فـ « ـما » مع الفعل بمنزلة المصدر . { هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ } نصب القرآن على أنه نعت لهذا ، أو بدل منه ، أو عطف بيان . وأجاز الفراء الخفض قال : على التكرير وهو عند البصريين على البدل من « ما » . وأجاز أبو إسحاق الرفع على إضمار مبتدأ كأن سائلاً سأله عن الوحي فقيل له : هو هذا القرآن . { وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ ٱلْغَافِلِينَ } أي من الغافلين عما عرّفناكه . مسألة : وٱختلف العلماء لِمَ سُمِيت هذه السورة أحسن القَصَص من بين سائر الأقاصيص ؟ فقيل : لأنه ليست قصة في القرآن تتضمن من العِبر والحِكم ما تتضمن هذه القصّة وبيانه قوله في آخرها : { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } [ يوسف : 111 ] . وقيل : سماها أحسن القَصص لحسن مجاوزة يوسف عن إخوته ، وصبره على أذاهم ، وعفوه عنهم بعد الالتقاء بهم عن ذكر ما تعاطوه ، وكرمه في العفو عنهم ، حتى قال : { لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ } [ يوسف : 92 ] . وقيل : لأن فيها ذكر الأنبياء والصالحين والملائكة والشياطين ، والجنّ والإنس والأنعام والطّير ، وسير الملوك والممالك ، والتّجار والعلماء والجهّال ، والرجال والنّساء وحِيلهنّ ومكرهنّ ، وفيها ذكر التّوحيد والفقه والسِّيرَ وتعبير الرؤيا ، والسياسة والمعاشرة وتدبير المعاش ، وجمل الفوائد التي تصلح للدين والدنيا . وقيل : لأن فيها ذكر الحبيب والمحبوب وسيرهما . وقيل : « أَحْسَنَ » هنا بمعنى أعجب . وقال بعض أهل المعاني : إنما كانت أحسن القَصَص لأن كل من ذكر فيها كان مآله السعادة ٱنظر إلى يوسف وأبيه وإخوته ، وٱمرأة العزيز قيل : والملك أيضاً أسلم بيوسف وحسن إسلامه ، ومستعبر الرؤيا الساقي ، والشاهد فيما يقال فما كان أمر الجميع إلا إلى خير .