Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 73-75)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي ٱلأَرْضِ } يروى أنهم كانوا لا ينزلون على أحد ظلماً ، ولا يرعون زرع أحد ، وأنهم جمعوا على أفواه إبلهم الأكِمَّة لئلا تعيث في زروع الناس . ثم قال : { وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ } يروى أنهم ردّوا البضاعة التي كانت في رِحالهم أي فمن ردّ ما وجد فكيف يكون سارقاً ؟ ٰ قوله تعالى : { قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ } المعنى : فما جزاء الفاعل إن بان كذبكم ؟ فأجاب إخوة يوسف : { جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ } أي يُسْتعبَد ويُسْتَرقّ . « فَجَزَاؤُهُ » مبتدأ ، و « مَنْ وُجِدَ فيِ رَحْلِهِ » خبره والتقدير : جزاؤه ٱستعباد من وُجِد في رحله فهو كناية عن الاستعباد وفي الجملة معنى التوكيد ، كما تقول : جزاء من سرق القطع فهذا جزاؤه . { كَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ } أي كذلك نفعل في الظالمين إذا سرقوا أن يُستَرقُّوا ، وكان هذا من دين يعقوب عليه السلام وحكمه . وقولهم هذا قول من لم يَسْتَرب نفسه لأنهم التزموا استرقاق من وجد في رحله ، وكان حكم السارق عند أهل مصر أن يغرم ضعفي ما أخذ قاله الحسن والسدّي وغيرهما . مسألة : قد تقدّم في سورة « المائدة » أن القطع في السرقة ناسخ لما تقدّم من الشرائع ، أو لما كان في شرع يعقوب من ٱسترقاق السارق ، والله أعلم .