Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 83-83)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فيه مسألتان : الأولى : قوله تعالى : { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ } أي زَيَّنَتْ . { لَكُمْ أَنفُسُكُمْ } أن ابني سَرَق وما سَرَق ، وإنما ذلك لأمر يريده الله . { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } أي فشأني صبر جميل أو صبر جميل أولى بي ، على ما تقدّم أوّل السورة . الثانية : الواجب على كل مسلم إذا أصيب بمكروه في نفسه أو ولده أو ماله أن يتلقى ذلك بالصبر الجميل ، والرضا والتسليم لمجرِيه عليه وهو العليم الحكيم ، ويقتدي بنبي الله يعقوب وسائر النبيين ، صلوات الله عليهم أجمعين . وقال سعيد بن أبي عَرُوبة عن قَتَادة عن الحسن قال : ما من جرعتين يتجرّعهما العبد أحبّ إلى الله من جرعة مصيبة يتجرّعها العبد بحسن صبر وحسن عَزَاء ، وجرعة غيظ يتجرّعها العبد بحلم وعفو . وقال ابن جُريج عن مجاهد في قوله تعالى : { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } أي لا أشكو ذلك إلى أحد . وروى مقاتل بن سليمان عن عطاء بن أبي رَبَاح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ بَثَّ لم يَصْبِر " . وقد تقدّم في « البقرة » أن الصبر عند أوّل الصَّدمة ، وثواب من ذكر مصيبته وٱسترجع وإن تقادم عهدها . وقال جُوَيبر عن الضحّاك عن ابن عباس قال : إن يعقوب أُعطي على يوسف أجر مائة شهيد ، وكذلك من ٱحتسب من هذه الأمة في مصيبته فله مثل أجر يعقوب عليه السلام . قوله تعالى : { عَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً } لأنه كان عنده أن يوسف صلى الله عليه وسلم لم يمت ، وإنما غاب عنه خبره لأن يوسف حمِل وهو عبد لا يملك لنفسه شيئاً ، ثم ٱشتراه الملك فكان في داره لا يظهر للناس ، ثم حُبس ، فلما تمكن ٱحتال في أن يعلم أبوه خبره ولم يُوجّه برسول لأنه كرِه من إخوته أن يعرفوا ذلك : فلا يَدعوا الرسول يَصلُ إليه . وقال : « بهم » لأنهم ثلاثة يوسف وأخوه ، والمتخلّف من أجل أخيه ، وهو القائل : « فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ » . { إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ } بحالي . { ٱلْحَكِيمُ } فيما يقضي .