Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 40-41)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ } « ما » زائدة ، والتقدير : وإن نرِينك بعض الذي نعدهم ، أي من العذاب لقوله : { لَّهُمْ عَذَابٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } وقوله : { وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ } أي إن أريناك بعض ما وعدناهم { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ } فليس عليك إلا البلاغ أي التبليغ { وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ } أي الجزاء والعقوبة . قوله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } يعني أهل مكة ، { أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ } أي نقصدها . { نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا } اختلف فيه فقال ابن عباس ومجاهد : { نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا } موت علمائها وصلحائها . قال القُشَيري : وعلى هذا فالأطراف الأشراف وقد قال ٱبن الأعرابي : الطَّرَف والطَّرْف الرجل الكريم ولكن هذا القول بعيد ، لأن مقصود الآية : أنا أريناهم النقصان في أمورهم ، ليعلموا أن تأخير العقاب عنهم ليس عن عجز إلا أن يحمل قول ابن عباس على موت أحبار اليهود والنصارى . وقال مجاهد أيضاً وقتادة والحسن : هو ما يغلب عليه المسلمون مما في أيدي المشركين وروي ذلك عن ٱبن عباس ، وعنه أيضاً هو خراب الأرض حتى يكون العمران في ناحية منها وعن مجاهد : نقصانها خرابها وموت أهلها . وذكر وكيع بن الجرّاح عن طلحة بن عُمَير عن عطاء بن أبي رَبَاح في قول الله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا } قال : ذهاب فقهائها وخيار أهلها . قال أبو عمر بن عبد البر : قول عطاء في تأويل الآية حسن جدّاً تلقاه أهل العلم بالقبول . قلت : وحكاه المهدويّ عن مجاهد وابن عمر ، وهذا نص القول الأوّل نفسه روى سفيان عن منصور عن مجاهد ، « نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا » قال : موت الفقهاء والعلماء ومعروف في اللغة أن الطَّرف الكريمُ من كل شيء وهذا خلاف ما ٱرتضاه أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم من قول ٱبن عباس . وقال عِكْرِمة والشّعبيّ : هو النقصان وقبض الأنفس . قال أحدهما : ولو كانت الأرض تنقص لضاق عليك حَشّك . وقال الآخر : لضاق عليك حشٌّ تتبرز فيه . قيل : المراد به هلاك من هلك من الأمم قبل قريش وهلاك أرضهم بعدهم والمعنى : أو لم تر قريش هلاك من قبلهم ، وخراب أرضهم بعدهم ؟ ٰ أفلا يخافون أن يحلّ بهم مثل ذلك وروي ذلك أيضاً عن ٱبن عباس ومجاهد وٱبن جُرَيج . وعن ٱبن عباس أيضاً أنه نقص بركات الأرض وثمارها وأهلها . وقيل : نقصها بِجَوْرِ وُلاَتها . قلت : وهذا صحيح معنى فإن الجور والظلم يخرب البلاد ، بقتل أهلها وٱنجلائهم عنها ، وترفع من الأرض البركة ، والله أعلم . قوله تعالى : { وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ } أي ليس يتعقب حكمه أحد بنقص ولا تغيير . { وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } أي الانتقام من الكافرين ، سريع الثواب للمؤمن . وقيل : لا يحتاج في حسابه إلى رَوِيّة قلب ، ولا عقد بَنَان حسب ما تقدّم في « البقرة » بيانه .