Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 27-27)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ } قال ابن عباس : هو لا إله إلا الله . وروى النسائي عن البَرَاء قال : { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ } نزلت في عذاب القبر يقال : مَن ربك ؟ فيقول : ربّيَ الله وديني دين محمد ، فذلك قوله : { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلآخِرَةِ } . قلت : وقد جاء هكذا موقوفاً في بعض طرق مسلم عن البَرَاء أنه قوله ، والصحيح فيه الرفع كما في صحيح مسلم وكتاب النَّسائي وأبي داود وابن ماجه وغيرهم ، عن البَرَاء عن النبيّ صلى الله عليه وسلم وذكر البخاريّ حدّثنا جعفر بن عمر ، قال حدّثنا شُعْبة عن عَلْقمة بن مَرْثَد عن سعد بن عبيدة عن البَرَاء بن عازب عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أقعد المؤمنُ في قبره أتاه آتٍ ثم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فذلك قوله « يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فيِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفيِ الآخِرَةِ " وقد بيّنا هذا الباب في كتاب « التذكرة » وَبَيَّنَّا هناك من يُفتَن في قبره ويُسأل ، فمن أراد الوقوف عليه تأمّله هناك . وقال سهل بن عمّار : رأيت يزيد بن هرون في المنام بعد موته ، فقلت له : ما فعل الله بك ؟ فقال : أتاني في قبري مَلَكان فظَّان غليظان ، فقالا : ما دِينك ومن ربك ومن نبيّك ؟ فأخذت بلحيتي البيضاء وقلت : ألمثلي يقال هذا وقد عَلَّمتُ الناسَ جوابَكما ثمانين سَنَة ؟ ٰ فذهبا وقالا : أَكَتَبْتَ عن حَرِيز بن عثمان ؟ قلت نعم ! فقالا : إنه كان يبغض عليا فأبغضه الله . وقيل : معنى ، « يُثَبِّتُ اللَّهُ » يُديمهم الله على القول الثابت ، ومنه قول عبد الله بن روَاحَة : @ يُثَبِّتُ اللَّهُ ما آتاكَ مِن حَسَنٍ تَثِبيتَ موسى ونَصراً كالذي نُصِرَا @@ وقيل : يثبتهم في الدارين جزاء لهم على القول الثابت . وقال القَفَّال وجماعة : { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } أي في القبر لأن الموتى في الدنيا إلى أن يبعثوا ، « وَفيِ الآخِرَةِ » أي عند الحساب وحكاه الماورديّ عن البَرَاء قال : المراد بالحياة الدنيا المُسَاءلة في القبر ، وبالآخرة المُسَاءلة في القيامة : { وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّالِمِينَ } أي عن حجتهم في قبورهم كما ضَلّوا في الدنيا بكفرهم فلا يُلقِّنهم كلمة الحق ، فإذا سُئِلوا في قبورهم قالوا : لا ندري فيقول : لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ وعند ذلك يُضَرب بالمقامِع على ما ثبت في الأخبار وقد ذكرنا ذلك في كتاب « التذكرة » . وقيل : يمهلهم حتى يزدادوا ضلالاً في الدنيا . { وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ } من عذاب قوم وإضلال قوم . وقيل : إن سبب نزول هذه الآية ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم " لما وصف مُسَاءلة مُنْكَر ونكِير وما يكون من جواب الميت قال عمر : يا رسول الله أيكون معي عقلي ؟ قال : « نعم » قال : كُفيتُ إذاً فأنزل الله عز وجل هذه الآية " .