Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 89-90)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
في الكلام حذف أي إني أنا النذير المبين عذاباً ، فحذف المفعول ، إذ كان الإنذار يدل عليه ، كما قال في موضع آخر : { أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } [ فصلت : 13 ] . وقيل : الكاف زائدة ، أي أنذرتكم ما أنزلنا على المقتسمين كقوله : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } [ الشورىٰ : 11 ] . وقيل : أنذرتكم مثل ما أنزلنا بالمقتسمين . وقيل : المعنى كما أنزلنا على المقتسمين ، أي من العذاب وكفيناك المستهزئين ، فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين الذي بغَوْا فإنا كفيناك أولئك الرؤساء الذين كنت تلقى منهم ما تلقى . وٱختلف في « الْمُقْتَسِمِينَ » على أقوال سبعة : الأوّل : قال مقاتل والفراء : هم ستة عشر رجلاً بعثهم الوليد بن المغيرة أيام الموسم فٱقتسموا أعقاب مكة وأنقابها وفجاجها يقولون لمن سلكها : لا تغترُّوا بهذا الخارج فينا يدّعي النبوة فإنه مجنون ، وربما قالوا ساحر ، وربما قالوا شاعر ، وربما قالوا كاهن . وسُمُّوا المقتسمين لأنهم اقتسموا هذه الطرق ، فأماتهم الله شرّ مِيتة ، وكانوا نصبوا الوليد بن المغيرة حَكَماً على باب المسجد ، فإذا سألوه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : صدق أولئك . الثاني : قال قتادة : هم قوم من كفار قريش اقتسموا كتاب الله فجعلوا بعضه شعراً ، وبعضه سحراً ، وبعضه كهانة ، وبعضه أساطير الأوّلين . الثالث : قال ابن عباس : هم أهل الكتاب آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه . وكذلك قال عكرمة : هم أهل الكتاب ، وسُمّوا مقتسمين لأنهم كانوا مستهزئين ، فيقول بعضهم : هذه السورة لي وهذه السورة لك . وهو القول الرابع . الخامس : قال قتادة : قسموا كتابهم ففرّقوه وبددوه وحرّفوه . السادس : قال زيد بن أسلم : المراد قوم صالح ، تقاسموا على قتله فسُمّوا مقتسمين كما قال تعالى : { تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ } [ النمل : 49 ] . السابع : قال الأخفش : هم قوم اقتسموا أيماناً تحالفوا عليها . وقيل : إنهم العاص بن وائل وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام وأبو البَخْتَرِيّ بن هشام والنضر بن الحارث وأمية بن خلف ومنبّه بن الحجاج ذكره الماورديّ .